كلكم أسامة بن لادن.. سحقا لكم – محمد غازي الأغرس

by admin
0 comment 60 views

أظنني عثرت على ضالتي ؛ صفحة في الفيسبوك عنوانها ” كلنا أسامة بن لادن ” تذكرني بالصفحة التي فجرت ثورة مصر ، ” كلنا خالد سعيد ” .
ضالتي لا تكمن في ” كلنا ” التي تحيل إلى ” كلنا صدام ” و” كلنا معمر القذافي ” . انما تكمن في مقدار التناقض المريع الذي لن يشفى منه العرب حتى يلج الجمل في سم الخياط . أقصد تغنيهم بالحريات في وقت يترنمون بالقتلة والمجرمين ، أن يتماهوا ، تارة ، بذلك الشهيد المسكين ، ضحية الطغيان والاستبداد ، محمد بو عزيزي أو خالد سعيد ، بينما هم ، في الواقع ، صورة مكبرة وعريضة عن ذلك الوحش الحاقد المتورم بكراهيته للآخرين ، أسامة بن لادن أو أبو مصعب الزرقاوي أو أيمن الظواهري.

ضالتي تكمن في هذه الفكرة التي طالما درت حولها لدرجة أن الكثيرين أخذوا غيبتي ؛ العقل الحر لا يحتاج لمن يدله على العتمة ويقول له ـ أيه ..انت مش شايف ..دي عتمه يا باشا ! مثلما لا يحتاج لمن يقول له ـ بص شوف هي دي شمس الشموسة.

العقل الحر يميز القاتل من عينيه ويعرف الضحية من انفتاح فمها ، ولكي أكون أكثر وضوحا أقول أن بن لادن كان شيخا قادما من اعتم منطقة في ذاكرة الأنسان , فهو الآمر بقتل آلاف البشر لا لشيء سوى أنهم ينتمون الى أديان بعينها وطوائف بذاتها ، وهو ” المجاهد ” المجبول من ديناميت صحراوي ، غير المتورع عن القول جهارا نهارا ـ أقتلوا الفئة الفلانية ، فجروا الجماعة العلانية .

مع هذا ، وهنا تكمن ضالتي ، فإن ثلاثة أرباع ” أحرار” العرب حزانى على شيخهم ، يبكون بدل الدموع دما ويتسابقون لتسجيل أسمائهم في صفحة ” كلنا أسامة بن لادن ” وكأنها مرادف لـ” كلنا خالد سعيد ” و ” كلنا محمد بوعزيزي ” . وبين الجانبين مثل بعد المشرقين لو كانوا يعلمون .

الأمر لا يتوقف عند الرعاع من مغسولي الأدمغة بل انه يصل الى زعماء دول وحركات سياسية ترحّموا وهللوا حين جاءهم الخبر ـ قتل بن لادن .
ضالتي تكمن هنا ، فأنا قلت مرة أن ثائرا لا ينظر بعين حرة لما جرى للعراقيين لا يستحق أن يسمى ثائرا ، ومنتفضا يتذكر كل انتفاضات العالم ولا يخطر في ذهنه ما جرى في عراق 1991 لا يستحق أن يسمى منتفضا . يومها قال أحد الأصدقاء أنه يجب أن نتعلم من المصريين بعض دروس الثورة فرددت عليه ـ أنا موافق يا صاح ولكن لا تقل لي أن أتعلم منهم أيضا الشغف بالطغاة حين يكون الضحايا من طائفة أخرى !

اليوم تذكرت ذلك السجال واستعدت بعض آلامه متذكرا الزرقاوي ، أكبه الله في سعيره ، وكيف أن مقتله جسد مناحة للعرب رغم تصريحه القاسي بإعلان الحرب على فئة منا . لقد أقاموا له المآتم وزفوا ذكراه إلى عروش معتمة في قلوبهم ، ثم بعد ذلك ثاروا على طغاتهم مترنمين بالحرية ـ لك يا حرية هاي ..!!
أي فهم للحرية و ” كلكم أسامة بن لادن ” ! وأي فهم للحرية و ” كلكم الزرقاوي ” ..

أي فهم للحرية ، وعتمة الأرواح لا تزال تخيم عليكم ، يا أشباه الأحرار ولا أحرار . لقد ملأتم قلوبنا قيحا وجعلتمونا نخمش وجوهنا غيطاً فتعساً لكم وترحا .
كلكم أسامة بن لادن ! إذن هنيئا لكم ، وسحقا لمن يكون منكم .

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre