نجفيون من أجل الإصلاح : المباديء الإثناعشر

by admin
0 comment 137 views

العلاقات العامة

تعتبر تجربة ( نجفيون من أجل الإصلاح ) أول محاولة جادة يبادر بها ابناء الشعب العراقي في محافظة النجف الأشرف لتغيير واقع سياسي واجتماعي آخذ بالتردي ، بعد أن أيقن أبناء المحافظة أن ذلك الواقع  يسير باتجاه يتناقض تماما مع تطلعاتهم وضمان مستقبل أجيالهم  ، فالظواهر السلبية كالفساد وسرقة المال العام والواقع المتردي في أنظمة الدوائر الرسمية ، وتكالب الانتهازيين والوصوليين على اقتناص المواقع المهمة في المحافظة ، كل ذلك دفعهم للتفكير الجدي في المبادرة باتخاذ خطوات عملية للإصلاح ، مع غياب أي محاولة للحد من ذلك الفساد ، وخاصة إن التجارب قد أثبتت أن الشعوب التي ترضخ لواقعها ولم تفكر بالأحسن والانفلات من ربقة التخلف هي شعوب بائسة لايمكن لها أن تبلغ مواقع الشعوب الحية المتقدمة ، وانطلاقا من كل تلك المشاعر ، بادر المؤسسون إلى صياغة جملة من المباديء التي تكون أساسا في صياغة برامجهم المستقبلية ، ومنها يستقون خارطة العمل الإصلاحي ، وعليها يعتمدون في رسم الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها ، وأدناه المباديء الإثنا عشر التي يعتمد عليها ( التجمع ) في الانطلاق في العمل في أغلب مجال الحياة كما ورد في ( كتيب المباديء والأهداف ) :

الأول : يستقي ( التجمع ) مفاهيمه الفكرية وأخلاقياته الميدانية من القرآن الكريم  والسنة النبوية الصحيحة التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام ، وعن نهج البلاغة الذي يتضمن القيم العليا والتجارب الراقية للإمام علي عليه السلام ، ولا يأنف التجمع من الاستفادة من تجارب الشعوب العملية في صياغتها لحياة عصرية سليمة .

الثاني : وحدة المجتمع النجفي وسيادة المحبة والاحترام والرحمة بين شرائحه الشعبية من أغنياء وفقراء مثقفين وعوام ، الطريق الأمثل لقوتهم ، وهو أساس تحقيق آمالهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ، فلابد من البحث عن كل ما من شأنه توحيد أبناء المحافظة وزيادة لحمتهم الروحية ، وإبعاد كل ما من شأنه أن يفرق بينهم  ، ولابد من تعميق الشعور أن أبناء المحافظة هم اسرة واحدة ومصالحهم واحدة .

الثالث : لا يمكن للمجتمع أن يخطوا باتجاه الإصلاح وليس في وسعه تحقيق التقدم في مجالات الحياة المختلفة ولا تحقيق أهدافه النبيلة ، ما لم يمتلك وعيا لطبيعة معاناته وشكل التحديات التي تقف بوجه تحركه الشعبي باتجاه ذلك التغيير أوالإصلاح ، لذا فإن العمل على نشر الوعي في المجتمع النجفي أمر في غاية الأهمية ، كما أن إبقاء حالة الجهل مطبقة عليه أمر في غاية الخطورة . وأن مسؤولية القضاء على الجهل هي مسؤولية تضامنية لاتسقط عن أي فرد من أبناء المحافظة ، ويتحمل المثقفون ورجال الدين وأصحاب القرار والنفوذ القسط الأكبر من تلك المسؤولية .

الرابع : لابد وأن يمتلك المجتمع وخاصة الطبقة الفقيرة والمتوسطة ثقة كبيرة بالنفس وبالطاقات وبالقدرات في عملية التغيير أوالإصلاح ، ويستوجب لتحقيق ذلك محاربة محاولات التشكيك بتلك القدرة ، وخاصة أن المحافظة تمتلك من الطاقات الفكرية والبشرية والمادية ما يجعلها في طليعة محافظات العراق والمنطقة ، وينبغي على طبقة المثقفة والأكاديميين في شتى الاختصاصات أن تبادر إلى وضع نظريات قابلة للتطبيق تكون الأساس في العمل ، وقد أثبتت التجارب  أن العمل الارتجالي والفوضوي يخدم طبقة الانتهازيين والوصوليين ويشكل عقبة كأداء تمنع أي إصلاح سياسي أو اجتماعي .

الخامس : بما أن العملية الانتخابية هي الآلية الوحيدة في اختيار قادة المحافظة ، وهي الطريق الوحيدة التي يتم من خلالها صياغة المشهد السياسي ، لذا يرى التجمع أن المرشح للإنتخابات المحلية أو النيابية يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط وهي ( الكفاءة والنزاهة والهمة ) ويمكن التحقق من تلك الشروط من خلال تاريخ المرشح وإنجازاته السابقة إضافة إلى خضوعة لفحص لجنة خاصة يتم تشكيلها من متخصصين في المحافظة . كما إن عملية شراء الذمم وخداع البسطاء أثناء الحملات الانتخابية هي خيانة للأمة وطرق غير مشروعة للوصول إلى الحكم ، وأن النتائج التي تترتب عليها باطلة وتتناقض مع الدستور والأعراف الانتخابية السائدة لدى الشعوب المتطورة ، وهي مؤشر أخلاقي خطير لا يتناسب وسمعة مجتمعنا الإسلامي ، فلابد من نشر ثقافة نبذ شراء الذمم والأصوات ، والاعتماد على الطرق الديمقراطية الحرة الطبيعية في ممارسة العملية الإنتخابية ، ويستوجب تنقية العملية الانتخابية من الشوائب السلبية القيام بحملات توعية مستمرة وبيان خطورتها ، ومسؤلية ذلك تقع على عاتق المثقفين وعلماء الدين وبالتعاون مع شرائح المجتمع الأخرى .

السادس : إن التعليم هو أساس تقدم الأمم ، لذا فإن توفير فرص التعلم لأبنائنا وشبابنا ، خاصة الفقراء منهم من المبادئ المهمة التي يجب أن تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الحكومة المحلية ، كما أن محاربة الأمية الشائعة من الأمور التي تقطع الطريق على من يريد أن يستخدم الجهل لتحقيق المآرب الدنيوية والسياسية وغيرها مما تضر بالمجتمع ، كما أن عملية إقناع الكفاءات للعودة للمحافظة والمشاركة أمر في غاية الأهمية ، بعد أن تبين أن هناك محاولات مستمرة من الدوائر الرسمية في المحافظة بعدم السماح للكفاءات العلمية والإنسانية من العودة من خلال التعامل اللاإنساني مع العائدين ، فضلاً عن عدم التفكير بتوفير الحوافز التي تشجع الكفاءات على العودة ، كما ينبغي الاهتمام بالمعلم  وتكريمه وإشعاره بأهميته ، وهذا ما سبقتنا إليه الشعوب المتقدمة الأخرى .

السابع : الزمن واستغلاله بشكل صائب وحكيم في عملية البناء يعوض الأمة عما خسرته سابقاً ، بعد أن قدر لهذه الأمة أن تقف في مكانها مئات السنين . والذي يؤسف له أنه ما زال الاستخفاف بالزمن قائما ، وخاصة في دوائر الدولة ، التي يعبث بها الروتين . ويستوجب من أجل تحقيق ذلك إقامة الدورات المستمرة لموظفي الدوائر الرسمية في ( العلاقات العامة ) لتكريس مفهوم إحترام المواطن وأولوية إنجاز مصالحه ، ولتعميق مفهوم قدسية الوقت ، ، وأن عمل الموظف هو عمل مقدس وقدسيته تكمن في تفانيه وسعة صدره في خدمة مواطنه ، ويرى التجمع أن سرعة إدخال الحاسوب والمخاطبات الألكترونية من أنجع الوسائل التي تخدم في توظيف الزمن والقضاء على الروتين .

الثامن :  ثروة المحافظة لكل أهلها بلا استثناء ومبدأ التمايز الطبقي مرفوض بشكل تام ، ولا مكان لمن يستغل منصبه حكومي لتحقيق الثراء أو أي امتيازات مادية أخرى ، لأنه يتناقض مع العدالة الاجتماعية التي أقرها الإسلام وقوانين حقوق الإنسان . والتجمع يسعى لصياغة آليات حديثة ومتطورة لاستغلال ثروات المحافظة ، وتحريك عجلة القطاعات الاقتصادية المهمة فيها كالصناعة والزراعة والسياحة وغيرها .

التاسع : الإنسان في محافظة النجف الأشرف رجلأ كان أو امرأة ومن شتى الأعمار ، قيمة عليا لايسمح المساس بها بأي شكل من الأشكال ، ولكل مواطن في المحافظة الحق في امتلاك بيت للسكن ، وينبغي على الحكومة المحلية منح المواطن قطعة أرض سكنية مجاناً ومنحة مالية لبنائها . كما يحق للعاطل عن العمل من كلا الجنسين أن يحضى بدخل شهري من الدولة يسد حاجته مع من يعيل ، ورعاية صحية مجانية كاملة ، ويجب أن يحضى كبار السن أو المرضى  وذوي الاحتياجات الخاصة برعاية مميزة .

العاشر : مبدأ إستقلال القضاء بشكل تام ، وعدم السماح لأي جهة كانت أن تتدخل في عمله ، ويرى التجمع إن رؤساء المحاكم وقضاة الماقع المهمة يجب أن تتوفر فيهم النزاهة والكفاءة وعدم الانتماء السياسي ، لخلق أجواء مناسبة لسيادة القانون والالتزام به ، وعدم توظيفه لخدمة الأحزاب أو الشخصيات المتنفذه المدنية أو الدينية .

الحادي عشر : مبدأ تعدد مصادر الدخل ، وعدم الاعتماد على حصة المحافظة من واردات البترول في البناء وتسيير الأمور الحياتية ، ويرى التجمع أن في تفعيل وتطوير الجانب الصناعي والزراعي والتجاري وحركة البنوك ، اسلوبا متقدما في توفير فرص عمل ومحاربة البطالة ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاطلاع على تجارب الدول الأخرى والاعتماد على لجان متخصصة تشكل من قبل ذوي الاختصاص من أبناء المحافظة .

الثاني عشر : مدينة النجف الأشرف عاصمة العالم الإسلامي ، ومنها ينطلق المشروع الإلهي في إقامة العدل ، وهي قبلة الباحثين عن العلم ، واحتضانها للمرجعية الإسلامية والحوزة العلمية يحمّل أهلها مسؤولية رعاية المستضعفين والمقهورين من أتباع أهل البيت عليهم السلام في العالم ماديا ومعنويا ، والتجمع يسعى إلى تعميق الشعور بهذه المسؤولية وتفعيلها بعد أن اصبحت غائبة في الوقت الحاضر .

najafyoon@yahoo.com

 

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre