أنكسار ألاجتماع العراقي … السكوت عن هدم البيوت – د. علي التميمي

by admin
0 comment 123 views

ما للبيوت يحرم على المساجد | ألامام جعفر بن محمد الصادق .

ذكرت أكثر من مرة في كتاباتي هذه المقولة الذهبية للامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب “ع” ما يحتاجه البيت من بناء , وأثاث , وتجهيزات ضرورية للعائلة , مقدم على ما يحتاجه المسجد ؟ هذا هو ما يريد أن يقوله للبشرية وللحكام وللمراجع ألامام جعفر بن محمد الصادق ؟ ولكن يبدو أن الجميع قد أعرضوا عن تلك الوصية الذهبية المأخوذة من لوح العرش عن رسول الله “ص” ؟ اليوم ملايين العراقيين بلا سكن ؟ وبلادهم معروفة بثرائها الذي يسيل له لعاب الشركات والدول ؟ وقبل أيام أستلم ألاعضاء الجدد لمجلس النواب الذي لم يستطع عقد جلسة يرد بها وفاء الشعب الذي خرج للانتخابات … أستلموا مبلغ عشرة ألاف دولار لكل واحد منهم ؟ ولا زالوا يطالبون بخمسين ألف دولار لكل واحد منهم أيضا لشراء سيارة تتناسب ومقام عضو مجلس النواب الذي يقوم في بقية الدول المتحضرة بخدمة الشعب , وحتى نذكر وزرائنا ورئيس حكومتهم ونوابنا الذين لايقرؤن , أن مستشارة ألمانيا ميركل راتبها ستة ألاف مارك ألماني وراتب أستاذ الجامعة “12000 ” مارك ألماني ؟

 وكل الوزراء ووكلاء الوزراء والمستشارين والمدراء العامين , وأصحاب الدرجات الخاصة , وهم كثر والحمد للله هذه ألايام , قد حصلوا على قطع أراضي في مناطق مميزة من العاصمة بفضل قرارات نوري المالكي , ومن قبله أبراهيم الجعفري ؟ وفي الوقت الذي تغص فيه فنادق الدرجة ألاولى في بغداد بالضيوف على نفقة ديوان مجلس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء , وتفتح دواوين كل الوزارات موائد شهية مفتوحة على مدار الساعة ؟ فأن المدن العراقية أستضافت أحياء التنك ؟ وأهلها وساكنيها يفتشون في القمامة عما يقوت معدهم الخاوية ؟ وأربعة ملايين يتيم يتحلقون حول مليون من  ألارامل لعلهم يحصلون على لقمة خبز تسد جوعهم الذي نساه من سكن في المنطقة الخضراء ومن أصبح بأعجوبة عضوا في مجالس المحافظات فتعلم كيف تأتيه سمسرة المقاولين وهو جالس في بيته ؟ وفي الوقت الذي راح السراق والمزورون يشيدون العمارات في الداخل والخارج لازالت هيئة النزاهة عاجزة عن محاسبة أشهر المزورين الذي أغتصب منصبا , وسرق مالا وعمولة لاتقل عن مليار دينار للصفقة الواحدة , وبعض المجسرات في المدن قصتها معروفة وكذلك حفريات المجاري التي أصبحت حديث المواطنين وكيف أرتفعت أسعار واحدة منها الى ” 48″ مليار دينار عراقي ؟ ويمتد السكوت من هيئة النزاهة , وديوان الرقابة المالية , والتفتيش العام الذي أصبح أحدهم منسقا له وهو من يتحدث العراقيون في لندن عن ثرائه غير المحدود بعد توليه منصبا وتقربه من رئيس الحكومة ؟ ومجلس  القضاء ألاعلى مشمول بذلك السكوت في كثير من القضايا وتحركه تجاه الفساد في صحة الديوانية جاء متأخرا ؟ وتبقى كل هذه المتناقضات في كفة , وهدم البيوت على ساكنيها من فقراء كربلاء وبغداد والبصرة والنجف وبقية مدن العراق بحجة تطبيق القانون ؟ الذي لايطبقه المسؤولون في الدولة الذين يصرون في تحد واضح وفاضح على عدم أستعمال أرقام لسياراتهم حتى وصل ألامر الى أعضاء مجالس المحافظات وحتى من يعمل سائقا معهم فأنه يتجول بسيارته بدون أرقام ؟ وأذا كان قانون العفو العام الذي أصدره مجلس الوزراء عام 2008 قد شمل المجرمين والخونة والسراق ولكن لاندري وبأي  وجه حق شمل المزورين ؟ وأذا كانوا يرأفون بأمثال هؤلاء , فلماذا لايرأفون بالفقراء من سكنة ألاحياء الفقيرة الذين أضطرهم فقرهم وعوزهم الى مخالفة قوانين البلديات والعقار الذي خالفه كل أصحاب ألاحزاب والكتل وأستولوا على مسطحات من ألاراضي واسعة في كل المدن العراقية ؟ هل يجوز أن يكون قبر أحدهم تؤخذ له ” 25″ دونما كمقبرة ؟ ونهدم سقوف الفقراء على ساكنيها بجرافات تذكرنا بجرافات ألاحتلال الصهيوني لمساكن الفلسطينيين ؟ قليلا من الحياء يامن أهدرتم القانون في وزارة التجارة والبطاقة التموينية , وفي تهريب النفط العراقي من البصرة وشمال العراق ؟  ويامن سكتم على تهريب “550” شاحنة مواد غذائية من حصة الشعب العراقي التي هربت الى سورية ؟ أن هدم البيوت قساوة قلب , ونزعة تدمير , وعبث سلطوي مدجج بالسلاح , وفاقد للاخلاق على كل المستويات ؟ وهو يستجلب غضب الرب ؟ وغضب الشعب بركان لايستطيع أحد أن يتنبأ بموعد أنفجاره ؟ هدم البيوت خسة ودناءة , ووحشية تستفرغ كل بقايا الرحمة أن وجدت عند البعض؟  وهو صناعة للفقر الدائم والعوز المزمن , وصناعة للحقد والكراهية وهو هتك للاعراض , وتدمير للعائلة , وللفرد , وللمجتمع الذي يحتضن الجميع ؟ وهذه جميعها صناعة لآنكسار المجتمع الذي كثرت أسباب أنكساره ؟ مع تأجيل الحلول , وأبتعادها عن المعقول ؟ نصيحتي ألاخوية للاخيار على قلتهم : عمروا بيوتا لآخوانكم الذين لايملكون بيتا ولايستطيعون ذلك أبدا ؟ ولا تعمروا مساجدا ؟ لا لشيئ ألا لآننا نمتلك من المساجد ما فيه الكفاية ؟ ولكننا لانملك بيوتا للكثيرين من أخواننا المواطنين الذين لم يسعفهم الحال على ذلك فهم أمتحان لنا ولكم ؟ وأختبار محفوظ في لوح العرش ؟ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ؟

 Dr_tamimi5@yahoo.com

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre