وكيف يخسر حياته ,من يراعه لم يجف حبره منذ عقود وهو يسطر ملاحم فكرية خلّاقة، وكيف يخسر حياته من لذة العلم لديه فوق كل لذة، وهل يخسر حياته من لم يخسر نفسه وأبى أن ينزلها من عليائها لحضيض ساسة المنطقة الخضراء المليئة بالمؤامرات والدسائس؟وهل يخسر حياته من ترك آثارا خالدة سيذكرها المهتمون ابد دهر،وهل خسر رجل علم وفكر حياته حتى وان مات وطمر تحت الثرى؟ لم تخسر حياتك ويكفيك فخرا ان قلمك النحيف يؤرقهم ويقض مضاجعهم وهم عاجزون عن مقارعته برغم القوة التي يتمتعون بها ،سواء اسياسية كانت أم عسكرسة أم مالية أم دينية مزيفة.وكيف تخسر حياتك وقلمك لم يتكسر على أعتاب أبواب قصورهم كما انحنت تلك الاقلام التي لم تعرف في حياتها سوى الانحناء للطاغوت والدينار.أقلام لا تعرف سوى مدح الحاكم كائنا من يكون،او تعجب ان تلك الاقلام البائسة الخاوية التي كانت تمدح أصابع صدام المجرمة التي اغتالت الصدر الشهيد فتقول له (اصبع من جفك يسوة الدنيا ومافيها) او تعجب ان تتصدر المشهد الاعلامي اليوم فيما لا زلت تعيش انت في المنفى؟ فلاتعجب لانها اقلام برسم البيع والمشتري حاضر ان يدفع من مال العراق. باعوا شرفهم وشرف بناتهم وزوجاتهم وامهاتهم وكانوا يقدموها قرابين أمام حضرة الاستاذ عدي ويأتون اليوم ليعطوا العراقيين دروسا في الوطنية والنضال والشرف،ولازالوا والى اليوم ينحنون مقبلين اقدام العاهرات ومرتمين في احضانهن في حفلاتهم الماجنة التي افتقدوها منذ ايام المقبور.
لم يكن نضالهم سوى لعقا لاحذية صدام وولديه وارتماءا في احضانهم وتشجيعا لهم على الاجرام فهم مسؤولون عن كل تلك الجرائم التي ارتكبها النظام السابق لانهم ساهموا في صنعه وهم سبب تشردنا وغربتنا لاكثر من ثلاثة عقود.واليوم يصنعون دكتاتورا جديدا ويقرعون لطبول حرب جديدة. فلاعجب ان ناصبك هؤلاء العداء وابعدك اسيادهم ولم يعطوك حقك الا انك ورغم ذلك لم تخسر حياتك .فمن خسر حياته هو من خسر نفسه ووقف على ابوابهم يستجدي منصبا او مساعدة او يكتب كتابا مزيفا او مقالة يتقرب فيها الى هذه الطغمة الفاسدة.واما انت فأبت نفسك الكبيرة أن تطلب من هؤلاء النكرات منصبا وان كنت تستحق ان تجلس على رأس بيت الحكمة أو تصبح كبير مستشاري دولته السياسيين أو ان يكرموك ،وانى لهم ذلك وهل تتوقع من فئة جاهلة متخلفة ان تكرم مفكرا؟وهل تتوقع من دولته النهوض بهذه الامة وهو الذي يشرّد مفكريها وكفاءاتها في شتى بقاع الارض ولا يقرب سوى الفاسدين والمجرمين واصحاب الشهادات المزيفة ؟ لقد خسروا حياتهم مذ خسروا انفسهم بعد ان خانوا عقيدتهم وفكرهم، فحزبهم الذي تأسس لمقارعة الطاغوت ولاقامة العدل في الارض سقط سقوطا مدويا في المستنقع،ولم يسبقه حزب اسلامي لا من الاولين ولا من الآخرين في مثل هذا السقوط!فذاك حزب العدالة والتنمية التركي الذي تزداد الجماهير التركية حبا له عاما بعد عام بسبب نزاهته وكفائته وتلك حركة النهضة في تونس وذلك محمد مرسي البسيط والمتواضع في مصر وذلك نجاد.وانظر الى المالكي ورهطه جعلوا ارض الحضارات اضحوكة امام العام.
قبل ايام جاءنا لموقع العمل يهودي من اصل عراقي وهو مالك للبناية التي نعمل بها فسلم علينا ثم دخلنا معه في حديث سياسي حول اسرائيل ونحن نمازحه فقلنا له ان ايران ستنتج قنبلة نووية وستبيدكم في اسرائيل فضحك وقال مو مشكلة عندنا سبعة مليون يهودي احتياط في امريكا فضحكنا.الا انه قال كلمتين آلمت الجميع.قال نحن في اسرائيل لا نملك سوى العقل وبنينا انفسنا واما انتم فلديكم النفط ولكن انظروا لحالكم . ثم قال نحن كسنغافورة وهونك كونك. فقلنا له ان المشكلة لدينا في فساد الحكومة ،فضحك وقال عمي والله ماصايرة البوك مو هيجي يابة دودولنه سياسيكم اندخلهم دورة بالسرقة في اسرائيل عمي احنه انبوك 25٪ والباقي للشعب الاسرائيلي بس انتم البوك عدكم مية بالمية .هكذا هي سمعة العراق في عهد الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية ،حزب الشهداء .لقد خسر هؤلاء انفسهم مذ تنكروا لمبادءهم ومذ تاجروا بدماء الشهداء ،كانوا يقولون لا يجوز الانتماء لحزب البعث ولو ادى الامر الى الموت،واليوم لا يقربون سوى البعثيين المجرمين. الا شاهت وجوهكم ذلا يا اولاد البغايا،كانوا يحرضونا على التظاهر ضد النظام الصدامي وكنا نشارك ونهتف عاش عاش عاش الصدر والدين لازم ينتصر واذا بهم اليوم يقربون قتلة الصدر !مات الصدر ويدعون انه مؤسس حزبهم مات ولم يترك درهما ولا دينارهم واما هم فلاتعد اموالهم اليوم ولا تحصى.لقد خسروا انفسهم مذ خانوا الشهيد الصدر وقربوا قاتليه وابعدوا محبيهم وانت أولهم. لقد خسروا انفسهم مذ سرقوا وطنا بأكمله ،سرقوا ترابه ومناصبه وسرقوا البسمة من شفاه اهله واشاعوا فيه الموت والرعب بتعاونهم مع الارهاب.فحزب الدعوة الذي يشرف على وزارة الداخلية يستورد اجهزة فاسدة لكشف المتفجرات كما كشف عقيل الطريحي المفتش العام وعضو الدعوة والذي قال بانها ساهمت في قتل العراقيين.والقائد العام لايحرك ساكنا لانه شريك في الجريمة.لقد وصلت بهم الدناءة الى حد قتل العراقيين وسفك دماءهم من أجل المال! لقد خسروا انفسهم مذ سرقوا افكارك وبنوا عليها مجدا زائفا سواء عبر الاعلان الشيعي او عبر مشروع النجف او عبر المقترحات التي قدمتها لدولته فهؤلاء تافهون خاوون تعجبك اجسامهم وهم خشب مسندة . ولقد خسروا انفسهم مذ انحنوا يقبلون ايدي بريمر وابسط مسؤول امريكي.ولا اريد ليوم الحديث عن فضائحهم وذلتهم امام الامريكان ايام كنت اعمل في العراق من خلال منظمة الامم المتحدة.
كانوا يتصلون بي وزراء واعضاء كتل نيابية يطلبون مني مساعدتهم في الترجمة. وكانوا يجرون الحسرات ويقولون لماذا لم نتعلم الانكليزية في المهجر؟كانوا يعيشون عيشة تافهة في الغرب فاصبحوا بين ليلة وضحاها قادة لبلاد الحضارات.فالوزير الفلاني يتصل بي ليلا شبه باك يطلب مني الاتصال بالامريكان لان الجيش الامريكي منعه من دخول المنطقة الخضراء!والاخر وهو نيابي بارز يطلب مني ونحن جالسون في فندق الرشيد ان اترجم كلامه حرفيا للامريكان. فيبدأ كلامه أولا بالتحريض على الكرد ويختمه بالتوسل بهم لكي يعينوا وزيرا من كتلته في حكومة المالكي. واما النيابي القانوني فيطلب مني ان اساعده كذلك في الترجمة واما طلبه فهو مساعدة مادية من الامريكان لتمويل مشروع محذرا اياهم من عدم تمويله والا فان ايران ستموله وحينها سيخسر الامريكان!يحرض امريكا على ايران لتحقيق مصالح شخصية.واخر ينحني بكل ذلة ليلتقط قلم مسؤول امريكي وقع تحت كرسيه،واخر مسؤول نافذ في رئاسة الوزراء يضيع مشروعا لبناء جسر في البصرة على شط العرب وقد جئت له بالمشروع كاملا.ويطول الحديث وسوف اذكر كل ذلك مفصلا في كتابي الذي هو الان على وشك الانجاز.
فهل تتوقع يا ابا عمار من مثل هؤلاء ان ينصفوك ويقدروك حق قدرك ؟فهؤلاء الذين يرفعون شعار مظلومية الطائفة وبان السعودية وقطر تحاربها،لا اظنك لا تعلم مدى نفاقهم ومدى علاقتهم الوثيقة بالسعودية ،حتى ان احد كبار زعمائهم ياتي الى لندن فيلتقي بمعارض لبرالي ينتقد السعودية فيطلب منه هذا الزعيم الكبير ان يخفف من لهجته بحق السعودية ! فتعجب منه وقال ان كان زعيمهم بهذا المستوى من النفاق فكيف بقواعد الاسلاميين؟ لم تخسر حياتك بل خسروا انفسهم،بل خسروا حتى اهليهم ،اولم يرد ذلك الشاب على ابيه الداعية الذي عينه في منصب لا يستحقه قائلا له يا ابت لم تعلمنا على هذا من قبل وكنت تقول بان الكفاءة والعلم والنضال هي المعيار وهناك من هو افضل مني حتى بكي الاب الذي كشف ابنه زيفه.فكما عرى هذا الشاب الصالح اباه الداعية فانك كذلك عريتهم وفضحت زيفهم وهم عاجزون عن الرد صامتون كصمت اهل القبور كان على رؤوسهم الطير ، فلقد كذبت مقولة ابي تمام القائل السيف اصدق انباءا من الكتب واثبت بان القلم اصدق انباءا من السيوف والرماح والكلمة مقدسة لا يستطيع السيف قتلها،فاكتب يا ابا عمار واقطع رؤوسهم الخاوية بقلمك الحاد فهو كعصى موسى بن عمران تلقف ما كانوا يأفكون فلقد اخزيتهم في الدنيا وفي الآخرة هم الخاسرون لانهم خسروا انفسهم واهليهم وصحبهم وذلك هو الخسران المبين.
2 comments
السلام عليكم .. كل ما قلته صحيح عندي وأنا أعتقد به لاني أعمل في القرب منهم ،فأسمع وأرى .. وهذا هو دأب المالكي منذ استلم الحكم ومن قبله كان هذا شأن معلمه الجعفري ولم يتغير شئ .. والسؤال هو لماذا الآن صار هجومكم الكاسح هذا وليس بالأمس ولماذا لم يسمع صوتكم الا اليوم !!!؟؟ومن يكون أبا عمار هذا ؟؟ والله لا أعرفه ولم أسمع بأبي عمار معروفا غيره سوى ياسر عرفات .. فهل هو الذي كان ياترى سينقذ العراق من محنته هذه لو كان مكان المالكي؟؟ أم تراه من اتباع المهدي المنتظر أو هل هو اولى أن ينتصر له ويأخذ له بحقه المغصوب بدلا من ملايين العراقيين الأشد مظلومية منكم بمن فيهم العلماء والمثقفين فلنكن صريحين أنتم من نفس الطينة … هم أصدقاؤكم وكانوا مثلكم يدعون الاسلام والفضيلة والوطنية ولا أعلم اًن كنت أنا أو أنتم على كراسيهم ماذا كنا سنفعل!؟ استمروا بنهجكمشضض وكتاباتكم هذه ولكن باسلوب علمي خال من الشتائم وخال من الحشو الزائد في الكلام لعل الله يبدلنا نحن وليس انتم بهم خيرا منهم .. وأقول نحن لاننا تحت مطارقهم وليس أنت فأوطانكم هي في الغرب وليس العراق لكم سوى ذكريات تزورونه من حين لآخر اذا كان مايزال اخوان واهل لكم فيه
قال السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر — ليس غايتنا السلطة بل غايتنا اسعاد الشعب رحمة اللة اما قادة حزب الدعوة اليوم فشعارهم ليس غايتنا الشعب بل غايتنا السرقة ——————— وعليكم السلام