الدلع : هو تدلل مصطنع يبديه شخص اتجاه الاخر لأجل ان يجذبه اليه لسبب
معنوي او مادي .
وكثيرا مايدلع الأبوان الأبناء والبنات والجار جاره الطيب والمدرس بعضا من تلامذته المتميزين واذكر استاذي المرحوم الدكتور عناد غزوان اسماعيل كان دائما يفضل
ان يناديني بأسم < عبوسي > !
في كثير من الأحيان يتحول الدلع الى لقب قد يرافق صاحبه حتى نهاية المشوار
فالراقصة المصرية عطيات عبد الفتاح ابراهيم التي تفننت بالرقص الشرقي والبلدي لايعرفها الناس الا بأسم الدلع : فيفي عبده !
والمصريون حينما يحتقرون شخصا < ثقيلا على المعدة > يدلعوه ايضا
فبعد ان سئموا من رئيسهم حسني مبارك أطلقوا عليه : حسنيه !
أما أجمل انواع الدلع هي التي يطلقها اللبنانيون على اصحاب المهن فمثلا :
الطبيب : دواء قلبي/ الصيدلي : بلسم فؤادي / الموسيقي : ياأحلى نغمة / النجار : يامسمار قلبي / مدرس اللغة العربية : ياأحلى جملة / البقال : ياعسل / الموظف : ياراتبي كله !!
وفي تاريخ الأدب العباسي اول من استخدم الدلع شاعرنا
المتنبي حينما خاطب كافور الاخشيدي العبد الأسود المملوك
< بأبي المسك > طبعا لغاية مقصودة
عندها خاف حاكم مصر وجن جنونه من هذا الدلع
إذ يعرف نفسه صاحب رائحة قذرة يتقزز منها كل من يقف جنبه !
الرد كان : أن وضع جائزة ثمينه لمن يلقي القبض على شاعرنا الكبير
< حيا أو ميتـا >!!
وفي العراق الجديد ازدادت مساحة الدلع تابع معي :
قوس قزح !
في العراق الديمقراطي من البرلماني الى الوزير الى المحافظ الى أصحاب الدرجات الخاصة ليس لك الا ان تخاطبهم بأسم الدلع وإلا اقفلوا بابهم عليك وأرجعوك ملوما محسورا !!
فالطقوس الجديدة تحتم عليك ان تخاطبه بالحاج ابو فلان والسيد ابوفلان والشيخ فلان والعلوية والحجية ام فلان وكاكا فلان وميرزا فلان .
ماشاء الله القاب الدلع أصبحت متعددة الألوان مثل قوس قزح !!
وزارة الثريد !
هي بالأصل وزارة للثرثرة واللغوَة واكل الثريد ، مسك الختام فيها مظروف الدولار
دلعوها واصبحت : وزارة المصالحة الوطنية !
حكومة رشيقة !
43 وزيرا من صنف < تلاقفوها يابنو اميّة > شكلوا لنا حكومة رشيقة
لايجمعهم فيها جامع غير المنفعة الشخصية والحزبية .
الوزير المُعيّن بالواسطة يأخذ فرمانه من رئيس الحزب والحبربشية حوله !
شهادات البعض منهم ذات ماركة عالمية : واحدة من سوق مريدي والأخرى من كوجه مروي وبقية الخبر عند هيئة النزاهة !
وزارتهم المصابة <بالأيدز> كحّلوها ودلعوها بأسم/ حكومة الشراكة الوطنية !
مع اعتزازنا بالأجلاء منهم :
اذا ساقك القدر لبعض المعمّمين المسؤولين في الدولة
عليك ان تدلعه بأجمل الأوصاف والألقاب فهي جواز مرورك الى قلبه قل له
شيخنا وسيدنا الجليل : علومكم ومداد قلمكم قد سبقت الأولين واعجزت الآخرين
وأما مواقفكم الجهادية من الأحتلال البغيض فقد قصمت ظهره وولّ هاربا
إياك ان يزل اللسان وتشط : لولا سُفرة الأحتلال لماكنت انت في هذا المكان !
بارك له في المسبحة التي يطقطق خرزاتها بأصابع يده الكريمة
انفخه قليلا وقل : اسأل الله ان لايحرمنا من كنز علومك وانفاسك الطيبة
بالأمس رأيتك في المنام مع جدك رسول الله < ص > وقد وضع يده الكريمة عليك
أما اذا خانتك عبارات الدلع فلا تندبن الا سوء حظك
وليس لك من كرم سماحته غير الرفس والطرد !
السويد في : 8 / 7/ 2011