أطالع بين الحين والآخر كتابات ومقالات بعض حملة أقلام العفالقه البعثيين هنا وهناك، والتي عادة ما تكون قدحا كلها، فهي ليست بالحوار الموضوعي الجاد، الذي يتطلب روية في النقاش، وصفاء في المقصد، ورصانة في اللغة، وتوءدة في المساجلة.. يا لهذا ألبعثي من كاتب متحجر…. حتى القلم ينفر من أصابعه.أطال بلا طائل، وأوردها وهو مشتمل، فاستنسر بغاثه وتزبب حصرمه، فلم يصب شاكلة الرمي، وإنما كان كمن يسعى إلى حتفه بظلفه. أنه ليس ممن يوردون الأمر فيصدرونه.. فعن غير قصد أحد الشفرة لذبحه، فانبرى يشقق الكلام ويرسله، ويتكلف النكت النحوية كحجج لافتراءاته، لعله يغلف ميوعة طرحه المتهافت بنفخ بالونات وهم تخدع الصغار، ثم يعود ليجعل من “الأسلوب الإنشائي” لضمير ومقاومة معرة الدهر وسبة العصر:
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
فكيف للكاتب ألبعثي، وهو غذي لبان “الأسلوب الإنشائي”، به تدرج سلم العهر والدعارة الفكرية، فكفى أسياده “العفالقه” البعثيين جانب الخطابة اللفظية ليكفوه مؤونة بطنه وجيوبه…. يتجاهل حقيقة أن قلم الكاتب الوطني الشريف… مجردا لقطع دابر الظلم، واستئصال شافة الظلامية؟! وسيفا مصلنا على رقاب قتلة النهار، وساملي عيون الحقيقة، وباتري شفاه الأطفال، وسارقي البسمة والبراءة من وجوههم، ومصادري المادة الرمادية من أدمغة العقلاء.؟! وسدا يمنع سيول الوهم الكاذب من أن تجرف إرادة الشعب، وتتلاعب بمصيره؟ ومنبها للشعب على جرائم من يسقونه البنج والهيروين؟!
فهاهو كلب من كلاب القمع ألبعثي، تعود أن لا يخرج من وجاره إلا ليعلق رجيع الحاكم، يتحامل بكل وقاحة وفظاظة على الحكومة المنتخبة…. والتغيير الذي أطاح بكل قيم الجهل والاميه والخرافة التي سادت عراقنا الجريح طيلة 35 عاما ولعلك يا سليل جمهورية الخوف” استقصيت فلم تجد مذمة لعراقنا الجديد، المرابط على ثغور الحرية والعدالة، فتحاملت على الانتخابات… والحرية… ومحاولة اللحاق بالركب العالمي للتطور العلمي بدل إشاعة الحروب والدمار والمقابر الجماعية وخنق ألكلمه الحرة و السجون والمعتقلات السرية والعلنية ، وبدا جليا من تركيزك على مصطلحات… العملاء…. والخونة … وبائعي الوطن…. انه لا تطيبيك سوى النقود، ولا تستفزك سوى بروق المادة و “المردوديه فكل إناء بالذي فيه يرشح! تخرجت من مدرسة العفالقه المجرمين ونهلت من القمامة ألصداميه …منتظراً في مزابل التاريخ….. العراقيون اليوم يؤمنون أنه لا تمايز بعرق أو دين أولون.. والعبودية في رأيهم خرق سافر لقوانين العدالة ونواميس الكون، فكل البشر لآدم وآدم من تراب.
يؤمنون أن للإنسان قداسته وكرامته، إن العراق لكل العراقيين، فلا تفاوت في الفئات والطبقات، ولا تفاضل بخصائص ولا امتيازات. العراقيون المجاهدون من قوى ألمعارضه (سابقا) والذين خاضوا معارك الاهوار والجبال ومن كل فئات المجتمع العراقي ألمعارضه للقهر ألصدامي…. والذين باعدوا أهليهم وذويهم لأنهم نذروا أنفسهم لتحرير العراق، الذي ثلم به “سيدك” جدار التلاحم الاجتماعي، بمجازره وتصفياته العرقية.. باعدوا الآهلين لأنهم جأروا في وجه الطاغية أنهم يريدونها ديمقراطية صريحة، لا تزوير فيها ولا تدليس: يريدون أن يحكم الشعب نفسه، وان يقرر مصيره. لا يريدونها نياشين ولا بزات عسكرية، لا يريدونه رئيسا بالقهر والغلبة والجبروت، ولا برلمانا بلون واحد، ولا جرائد تبتر ألسنة صحفييها، إلا أن يكونوا من أمثالك. ولا معتقلات يمارس فيها التعذيب والعنف الجسدي لكل معارض أو رافض، لم يقتن مثلك قفازا للتصفيق.
راهنا نحن على المستقبل، حيت تراهن أنت وأمثالك من أذناب النظام، على عودة النظام ألبعثي الدموي، المتردي، المتآكل، الصدئ ، الذي حمل في داخله عوامل دماره ونهايته، والمتستر بالأيام عريان مجاهدونا يتكلمون لغة العدالة، حيت تنبس أنت ببنات شفاه الطمع والجشع والنفعية. لك مطلق الحرية في ان تعتبر النضال من أجل حقوق الأقليات المحرومة “ضربا لوحدة الوطن ومساسا بمقدساته”، ما دمت تندب أطلال “أمجاد الأمة وعلمها وفروسيتها”. فعن أي أمجاد تتحدث؟!
هل هي أمجاد أحفاد عفلق التي تتغنى بإراقة الدماء، والإغارة بياتا على الأحياء الضعيفة الآمنة المطمئنة؟!.
أم هل هم أعلام الزوايا، الذين ملكوا العراقيين ملكا صرفا ، ولم تاخذهم بهم رأفة ولا شفقة، إعلام وصحفيي المقبور عدي ابن الطاغية الأرعن ، وتسولوا في تخوم الشوارع الخلفية في ليل باريس ولندن ومونت كارلو.. في أحضان الغانيات وبائعات الهوى… ليكتبوا بعدها عن شرف المواطنة… والمواطن…. والبوابة الشرقية للوطن العروبي… إن كان هؤلاء هم أولياء نعمتك، فاملأ وجهك القبيح خموشا، فإنهم ليسوا، في نظرنا، أكثر من شلة قطاع طرق وزوار الفجر الذي طال بزوغه على العراقيين… شلة من أرباب السوابق واللصوص. والقتلة ومحترفي الفتن ألداخليه والخارجية… عفر خدك عند قمامتهم إن شئت.. أما نحن العراقيون الشرفاء فأننا نؤمن أن الله جعل لنا عيونا في وجوهنا…، لتنظر إلى الأمام، ولو شاء لنا النظر إلى الوراء، لجعل لنا عيونا في القفا.
أما تطاولك على طود الرفض الشامخ المجلس الأعلى وحزب الدعوة الاسلاميه، ووصفك لهم بالمرتزقة والعملاء فنفخ في غير ضرم، وضرب في حديد بارد. مجاهدوا الهور والجبل الذين لم يرضوا الدنية في مبادئهم وقناعاتهم….. حين تجري أنت، لاهثا، خلف جيوب أسيادك، فينثرون عليك دراهم تلتقطها كدجاجة جائعة، فإن أسيادك هم من يلهثون وراء الشريف العراقي المناضل الصابر الذي حارب البعث والبعثيين ليكف عن فضحهم وتعريتهم وإقامة الحجة عليهم، في الداخل والخارج.. حين تبيع أنت كلامك الإنبطاحي لهم، فإنهم يبذلون نفسهم ونفيسهم كي يشتروا فقط صمت المناضل الذين قاتل أسيادك في الاهوار والجبال…
أنت، يا أيها الكاتب ألبعثي المتسول، الذي تحاول بمقالاتك أن تنال من الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم وكل الشرفاء الذين حملوا على أكتافهم أعواما من المقارعة الدائبة للظلم والإقطاع والدكتاتورية.. إنهم من هدر حياته، ليعيد لكل العراقيين ، وطنا سلبه منا لصوص النظام وقطاع الطريق إنهم الشموع التي احترقت لتضيء للمحرومين في ليل العراق الدامس.. إنهم من امتطوا صهوة جواد الرفض والثورة على التقاليد البائسة لمجتمع حرون.. انهم من زأر كالأسد حينما قارعوا الطاغية العفلقي.. انهم من لم يتبجح يوما بجذوره “النبيلة” وإنما نادوا بإذابة كل الفوارق الطبقية، في مجتمع أرادوه أن يكون كأسنان المشط لا كأصابع الكف… انهم من لم يداهن في حياته نظاما قمعيا، ولم يوال سلطة تعسفية، ولم يتمسح مثلك بحذاء حاكم.
إن رأيت أن تستسلم للخور، وأن تنتظر لمشاكلك حلا من تعاقب الأبرد ين، فإن فتية الدعوة والمجلس الأعلى العراقي ومعهم كل الشرفاء من ابناء العراق ” أخذوا على أنفسهم عهدا أن يأخذوا الدنيا غلابا…. املأ شدقيك خزعبلات وترهات، وتغن ماشئت بمآثر “قائدك الضرورة المقبور”، ولكن سيعجز كف قزم مثلك عن أن يغطي الشمس رأد الضحى أو في كبد السماء. هذا ومن الطبيعي أن ينفر جعل سياسي مثلك، من عبير (المجلس الأعلى والدعوة والكورد وبقية أبناء العراق)” المتضوع بعبق المبادئ والمثل والأخلاق.
وفي النهاية، أتمنى يا صاحب القامة السياسية القميئة، أن تجد في هذا ما يردعك عن الولوغ في حياضنا، وإن تعد، نعد، وعندها يحترق الأخضر واليابس!
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الطوب مثقالا بدينار
للتذكير فقط…الى حملة الاقلام البعثيه…والفكر العفلقي – الدكتور يوسف السعيدي
277
previous post