على ماذا يراهن شيعة العراق ليتقبلون ما يجري وجرى عليهم ؟؟ وهل ادمنوا السياط والماسي التي تقع عليهم.. وينتفع منها اعداءهم من القوى السنية والاقليمية.. وكذلك ينتفع منها سياسيي شيعة الكراسي المنتفعين من ما يخصصونه لانفسهم من رواتب ضخمة ومخصصات ومصفحات وجوازات سفر دوبلوماسية وقطع اراضي …الخ.
فالوضع الشيعي العراقي المزري .. الذي تستمر ماسيهم.. في ظل تفجيرات وفساد مالي واداري.. ومليون شرطي وجندي منخورين ومتهرئين واعجز من ان يتصدون للارهاب.. وسياسيين مشغولين بمصفحاتهم ورواتبهم ومخصصاتهم و مصالحهم الخاصة والحزبية واجنداتهم الخارجية.. وعملية سياسية قائمة على المصالحة مع الجماعاات السنية المسلحة كما يطبل لذلك عامر الخزاعي مستشار المالكي لشؤون المصالحة.. وقائمة كذلك على المشاركة مع البعثيين..
علما لو اليوم جند عشرة ملايين شرطي وجندي.. فلن يستيطعون مواجهة الوضع الامني المزري والتفجيرات.. ولن يمنعون اي انفجار امني يحصل بالعراق.. كما ان العملية السياسية وما يسمى الديمقراطية لم تحمي الاكثرية الشيعية بالعراق ولم توفر الامن لهم.. و لم تحمي ثرواتهم ودماءهم.. وكذلك (توازن الرعب الطائفي) الحرب الطائفية التي جرت قبل سنوات.. استنزفت شيعة العراق ولم تحقق اهدافها كذلك.. مما يجعل شيعة العراق على المحك ….
فالمشكلة الكبرى.. ان الديمقراطية بالعراق (شلت العراقيين) عن القدرة على التغيير.. مثلها مثل الدكتاتورية .. (فنفس الكتل ونفس القوى السياسية.. تصعد كل اربع سنوات.. مستغلة عدم حل الازمات بين المكونات).. كذلك الدكتاتورية كانت تهيمن على السلطة عبر (هيمنة طائفة وحزب حاكم والقائد الاوحد).. مستغلة المتنافرات الموجودة بين المكونات والمخاوف فيما بينها.. (فيركب الدكتاتور سابقا.. وسياسيي العراق الجديد حاليا).. هذه المخاوف لبقاءهم بالكراسي..
فالديمقراطية بالعراق اصبحت.. مجرد وضع الاوراق بصناديق خشبية او بلاستيكية كل اربع سنوات من قبل الناس .. (وبعدها يدخل الناس بسبات واخرين يصابون بالشلل).
و(من صعدوا للبرلمان والحكومة..يعتقدون ان لهم الشرعية بالرواتب المهولة والجولات والحمايات.. والفاسدين منهم اداريا وسياسيا.. يعتقدون انهم منحو الشرعية لافعالهم).. لان الناس انتخبتهم..
وكل ذلك حصل بسبب قوى سياسية (لم تكن جادة بحل الازمة بين المكونات).. وكان كل همها (الصعود) للعملية السياسية مستغلة ازمة المكونات.. التي لا تريد تلك القوى السياسية (حلها جذريا).. (لعلمها بان حل الازمات بين المكونات).. لن يبقي لها اي (قدرة على البقاء بكراسيها لعلم تلك القوى بانها قوى مفسلة) ليس لديها (اي برنامج سياسي) حقيقي لما بعد الدكتاتورية.. (وكل برامجها قائم على اساس .. تخويف مكوناتها من الاخطار المحدقة بها من المكونات الاخرى).. فرفعت شعارات (المحاصصة والمشاركة والمصالحة).. لتخدع المكونات بان تلك المصطلحات الثلاث (قادرة على معالجة الازمات بين المكونات).
والخطورة ان سياسيي العراق الجديد.. (استبدلوا).. فدرالية المكونات.. (بالمحاصصة) .. (فهم لا يريدون حصول المكونات على حقوقها.. بقدر رغبتهم بالمحاصصة فيما بينهم ككتل سياسية على المناصب والاموال والرواتب المهولة واجنداتهم الخارجية)..
والاخطر تبنيهم ما يسمى المصالحة مع الجماعات المسلحة السنية.. والمشاركة مع البعثية.. والمحاصصة (مغارة علي بابا .. ليتقاسمها الصاعدين للعملية السياسية من الثروة والمناصب والكراسي والنفوذ).. كل ذلك على حساب دماء المكونات وثرواتهم وكرامتهم. علما ان كل الدول بالعالم .. تحل ازمة عدم الاطمئنان والخلافات بين المكونات .. ثم تنتقل للديمقراطية بعد ذلك .. (بمعنى ان الدول المركبة مثل العراق.. عليها اولا ان تبني اسس فدرالية المكونات).. كاساس.. ثم تؤسس ديمقراطياتها.. القائمة على الاطمئنان والاستقرار والتراضي.. فالدول المركبة العلاج لازماتها.. تكون (معالجات مركبة ايضا).. ضمن مبدأ (الكل يمد رجليه على كد غطاه).
بمعادلة بسيطة.. نكتشف بان انفصال شيعة العراق بالجنوب والوسط بدولة لهم.. تعني فك الارتباط بينهم وبين اقليم كوردستان الانفصالي من جهة.. والمثلث السني المعادي من جهة ثانية. بمعنى.. الابتعاد عن من لا يريدونا .. وعن من لا يرحمونا.. وبالمحصلة (خير وبركة لشيعة العراق).. فعلى من نتحسف بعد ذلك ؟؟
وعلى ماذا بعد ذلك يطبل دعاة ما يسمى (وحدة العراق وما يسمى نرفض تقسيم العراق.. ؟؟؟) وهلم جر من هذه المتهرئات.. ..والى متى يستمر شيعة العراق (اكباش تذبح) على مذبح اكاذيب ما يسمى الوحدة والقومية والوطنية والاسلامية.. وهلم جر ؟؟ ويبني الاخرين انفسهم على حساب دماء الشيعة العراقيين.
الى متى يعمي البعض من الشيعة بصره.. وهو يرى بان ازمات العراق في حقيقتها هي ازمات ليس للشيعة فيها ناقة ولا جمل (ككركوك والموصل) وهي منطقة صراع (بين السنة العرب والكورد).. ليؤجج المؤججون الازمات.. لابعاد الانظار عن عمليات الاستباحة والزحف السني على مناطق الشيعة بالعقود الماضية على بادية كربلاء والدجيل وبلد وديالى وغيرها..
فيستمر مسلسل اغتصاب الاراضي الشيعية.. وقتل الشيعة بالجملة بعمليات انتحارية وارهابية سنية بالجملة.. وكل يوم يتعرض الشيعة للتهديد والوعيد.. من قبل السنة.. ولا نجد من يدافع عن شيعة العراق بل نجد من يستبيح دمهم.. ويصدر منهم ما يحلل نصف دماء الشيعة.. وابادة محافظاتهم.. ويريدون بعد ذلك من الشيعة بعدم الرد على من يعتدي عليهم.
واعلموا يا شيعة العراق.. بان السني العربي ينظر اليكم (كمشاريع للموت في حروب تدخل بمصلحة السنة ضد الاخرين).. والكوردي ينظر اليك ككتلة توقع على (اوراقه السياسية التي يقدمها.
علما ان العراق هو ثلاث (مكونات مناطقية.. ذات امتدادات جغرافية تميزها عن الاخرى:-
1. اقليم كوردي ذا امتداد جبلي… ذا غالبية كوردية.
2. اقليم المثلث السني ذا امتداد صحراوي..
3. اقليم الوسط والجنوب الشيعي ذا امتداد سهلي.. شيعي الهوية.
وهذه المكونات متنافرة.. لا يوحدها جامع.. بل نقاط الخلاف هي السمة البارزة بينهم