مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات– خاص 31 تموز 2010 : أبدى الكثير من أبناء الشعب العراقي وخاصة في محافظات الوسط والجنوب غضبا كبيرا وخيبة أمل من موقف قادة بعض الكتل السياسية المصرة على توليها منصب رئاسة الوزراء مع اتساع رقعة معارضة الكتل الأخرى لها ، مما أدى إلى دخول البلاد وهي تعيش تجربة جديدة من الديمقراطية نفقا مظلما ربما يؤدي حسب بعض المراقبين إلى فشل هذه التجربة وإنزلاق البلاد في أزمات غير متوقعة . وراحت الأنظار في الأيام الأخيرة تتجه صوب بعض الجهات التي من الممكن أن يكون لها دور في إخراج البلد من هذه الأزمة ومنها المرجعية في النجف والتي يتفق الجميع على أن موقفها سوف يغير من المعادلة الحالية لصالح الشعب العراقي الذي سئم الأنتظار أكثر ، وثمة تساؤلات كثيرة من المخلصين والحريصين على حاضر ومستقبل العراق السياسي حول أسباب صمت المرجعية عما يجري ، في الوقت الذي تعلن به دائما حرصها على مصالح أبناء الشعب العراقي ، ولذا فإن البعض يطالب بموقف من النجف الأشرف صريح يثبت أن المرجعية هي فعلاً حرصة على مصالح الطبقات الفقيرة ، وخاصة أن السكوت ربما يفهمه البعض على أنه قبول بهذا الواقع المرير الذي يهدد مستقبل هذا الشعب الذي عانى وما زال يعاني ، فعلماء الأمة هم الأمناء على مصالحها وقد ورد في الحديث الصحيح : (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه … ) ، ولذا فإن البدع السياسية الكثيرة التي تجاوزت الدستور العراقي واستخفت بآلام الناس تكفي لأن يبادر علماؤنا الى العمل بمسؤليتهم الشرعية والوطنية .
وكانت التصريحات الأخيرة في خطب الجمعة من قبل وكلاء المرجعية والذي أعلنت أن صبر المرجعية ربما ينفذ مع بقاء بعض الكتل السياسية ورموزها مصرة على مواقفها التي أضرت بمصالح الناس ، هذه التصريحات أعطت بعض الأمل لدى العراقيين ، إلا أنها لاتكفي في إجبار بعض الأحزاب والأشخاص على تمسكهم بمواقف لاتخدم مصالح الأكثرية في العراق وتدفع بالعملية السياسية إلى مستنقع التناحر بين الأشقاء ، وخاصة أن تلك المواقف تخدم بشكل صريح وواضح أجندات تلك الأحزاب وقياداتها ، ولذا فإن عموم أبناء الشعب العراقي وخاصة الفئات المحرومة الأشد تضررا والتي تعيش في حالة لا تحسد عليها من الفقر ونقص الخدمات تحت ظل بلد يعيش فراغا سياسيا طيلة الأشهر الخمسة الماضية ، هذه الطبقات المسحوقة تريد من المرجعية أن يكون لها دور فاعل وشجاع يدفع بالكتل المصرة على مواقفها السلبية إلى التخلي عن تلك المواقف ، وأن التجربة الديمقراطية التي نعيشها هي تجربة فتية ولا تتحمل مواقف شخصية وحزبية تذكرنا بمواقف الحزب الواحد والقائد الأوحد .
وخاصة أن بعض الخبراء السياسيين والمحللين اشاروا إلى أمور خطيرة ربما تحصل مع استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه ، ومن هذه الأمور ربما يقوم أبناء الشعب العراقي وخاصة الطبقات الفقيرة إلى انتفاضة كبيرة لايمكن السيطرة عليها ، يكون من نتائجها قلب كامل المعادلة الحالية وإدخال العراق في نفق آخر يجبر الأمم المتحدة إلى التدخل المباشر ونحن على أبواب مناقشة ملف العراق داخل مجلس الأمن في الرابع من الشهر الحالي . ولذا فإن الإسراع في حل القضية بمشاركة المرجعية ويقطع الطريق على الدول الإقليمية وغيرها في التدخل وفرض حكومة على العراق .