أطلت علينا صحيفة الصباح الرسمية بنبأ أثار الرأي العام , وأجج استنكاره وسخطه على هذا البرلمان العجيب الرهيب , الذي لا يشبع ولا يكل ولا يمل من نهب وتبديد خزينة الدولة لمشيئته الجائرة ولظلمه الصارخ ولابتزازه المستنكر ولمأربه الخاصة .فالنبأ يقول :
350 مليون دينار عيدية رئاسة مجلس النواب
بغداد – الصباح 27 / 8 / 2011 : كشفت عضو في ائتلاف دولة القانون أمس ، عن اتخاذ رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لقرار يقضي بصرف مكافأة مالية بقيمة 350 مليون دينار له ولنائبيه قبل عطلة مجلس النواب، مبينة أن أعضاء مجلس النواب لم يطلعوا على تفاصيل المكافأة ولا أوجه صرفها.
ونقلت العراقية الفضائية عن النائبة حنان الفتلاوي : أن «رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قرر صرف مكافأة لنفسه بمبلغ 150 مليون دينار عراقي، ومكافأة 100 مليون دينار لكل واحد من نائبيه الاثنين»، مشيرة إلى أن «صرف المبلغ قد تم قبل يوم من تعطيل مجلس النواب لجلساته».كما نقلت وكالة كردستان للإنباء « اكا نيوز» عن الفتلاوي أن «أعضاء مجلس النواب لم يطلعوا على تفاصيل المكافأة ولم يؤخذ رأيهم بالموضوع مطلقا»، منوهة بأن «فقراء العراق هم أحق بالمبالغ المالية التي خصصها النجيفي له ولنائبيه».وبينت ان «على هيئة النزاهة فتح تحقيق بالموضوع ومحاسبة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي».
أقول :
أيها الشعب العراقي المنهك المبتلى الصابر المنهوب , هل علمت بهذه الإجراءات الإجرامية بحقك وحق خزينة الدولة , التي أصبحت نهبا مستباحا لمن تسلطوا علينا , ونهبوا خيرات بلادنا وتربعوا على الكراسي بعد أن خدعونا بشعاراتهم الزائفة وبخطاباتهم الكاذبة ..؟؟ فلا ننسى استجدائهم الذليل لأصواتنا , ولا ننسى أنهم أصبحوا متسولين لعواطفنا , فقد خدعونا والآن قد استفقنا على مهازلهم واختلاسهم ومآربهم الشريرة وإغراضهم النفعية التي ليس لها مثيل في تاريخ برلمانات العالم كله .. فماذا قدم هؤلاء الأدعياء..؟؟ وأي منجز قد حققوه لهذا الشعب الذي بدأت انتفاضته تتوضح في كل جمعة..؟؟ فقد شعر بأنه شعب مهان مستباح من عناصر شاءت الأقدار أن يتربعوا على كراسي البرلمان الذي منحهم مناصب لا يحلمون بها , وكلنا نتسى ونتألم .. إلا يوجد بينكم برلماني واحد يصرخ في وجوهكم قائلا إلا تخجلوا..؟؟ إلا تستحوا ..؟؟ ألا تخافوا الشعب وغضبه ..؟؟ الم تكتفوا برواتبكم الخرافية وامتيازاتكم الفلكية ..؟؟ وان أي واحد منكم ويقولها الشعب بمرارة لا يستحق راتبا يتعدى الثلاثة ملايين .. وهذا كثير وكبير عليكم إذ أن معظمكم يتغيب عن الدوام وباستمرار ولن يجد العقوبة الرادعة علما بان القانون قد أوعد الشعب باتخاذ اشد الإجراءات الصارمة بحق المتغيبين , وان أمامكم أكثر ( من 200 قانون ) معلق على مشجب الانتظار , وإننا لن نجد ولن نسمع بأي اختلاف بينكم من اجل رواتبكم وامتيازاتكم , علما بأنكم مختلفون قلبا وقالبا عن كل قضية وطنية أو سياسية تحتم على كل حزب أو جماعة منكم أن يخالف ويختلف من اجل مآربه الشخصية وطموحاتكم الذاتية , ولا يوجد مكان لطموحات الشعب في نفوسكم وأذهانكم وممارساتكم , وان العالم كله يعجب كل العجب كيف أن الشعب العراقي المتأصل في لهيب الثورات والانتفاضات قد صبر عليكم هذه السنوات المرة التي نهبتم وخربتم واستبحتم البلاد وسبيتم واستهنتم بالعباد , وثقوا بان الشعب العراقي يعرف جيدا بأنكم ليس بصناع ثورة وليس بقادة تغيير وليس بثوار إنما شاءت الأقدار ان تكونوا أرقاما جديدة في التغيير الجديد ولا ثقة بكل إنسان يصنع منه القدر والصدفة قائدا لأي شعب في العالم .
أن شعبنا يعي ويعرف ما وراء السطور , وما تخفي الصدور , ولكنه الآن في حالة التململ وان الانفجار الماحق سيأتي حتما طالما يجد نفسه مهملا في قاموس مصالحكم الرهيبة .
أيها النواب : لقد اثبت الواقع , وأكدت الوقائع وبرهنت الحقائق , بأنكم ليس نوابا بل طلابا لمصالحكم الأنانية , ومآربكم المفضوحة .. فقليلا قليلا من الالتزام بعهودكم ووعودكم المهلهلة .. وقليلا قليلا من الحياء والخجل من هذا الشعب الذي أهدرت كرامته , وخسر شبابه , وبددت خزينته , ومزقت وحدته , وديست مقدراته , فإذا كانت من هذه الحقائق ليس بحقيقية قولوا لنا بصراحة ماذا حققتم من انجازات وطنية ..؟؟ وأي معامل جديدة قد أنجزتموها..؟؟ وأي طموحات شعبية ملحة قد حققتموها ..؟؟.
أن كل واحد منكم أيها البرلمانيون متخم بالنعيم وشعبنا البائس يكتوي بالجحيم .. ففي قلب كل عراقي طوفان هائل من الغضب والتحدي والثورة , وان كل عراقي يشعر بالمهانة والذل والفقر , وانتم غرقى في بحور النهب والسلب والابتزاز والادعاءات العريضة .. واعلموا جيدا بان للصبر حدود وقد طفح الكيل ولا بد لليل من أخر .
وهنيئا ومريئا لكم يا نواب الشعب المخدوع..!! فانتم قد أصبحتم بجدارة تمتلكون ظلما وعدوانا خزينة الدولة وأراضي العراق , فأي نواب في الكون أكثر منكم جشعا وتهالكا على المنافع والحقائب والمناصب..؟؟ ومن يضاهيكم في تجارة الكذب والادعاء الفارغ..؟؟ فأنكم قد ضربتم للدنيا كلها رقما قياسيا في كل ما هو يتقاطع ويتعاكس مع إرادة وطموحات الشعب الذي سيأكلكم يوما بأسنانه جزاء ما اقترفتموه من ماسي ومخازي واختلاسات ونهب وسلب ودمار وتدمير , فهل ينسى الشعب هذه التجاوزات (350 مليون دينار عيدية رئاسة مجلس النواب ) التي لا مثيل لها في تاريخ الشعوب . وأنت أنت يا رئيس الوزراء أيها المالكي يا من منحك الشعب أغلبية الأصوات .. كيف ترتضي هذه التجاوزات وأنت الرجل المسؤول الأول عن تحقيق الطموحات والانجازات التي يبتغيها الشعب العراقي الذي وثق بكم ومنحكم البيعة والولاء ..؟؟ فأنت على رأس الهرم وقد يعاتبك الشعب عتابا مرا إذا تغازل وتتستر على هذه الرزايا التي يرتكبها المسؤولون بحق الشعب الذي لحد الآن لم يحصد سوى المأساة والمعاناة والآلام , فلا تخيب ظن الشعب بك وانك الآن في امتحان عسير , وماذا تخشى إذا جاهرت بالحقائق وردعت الأدعياء والمقنعين والذين يهرولون وراء مصالحهم وطموحاتهم اللامشروعة .
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للشعب العراقي المنهك
باسم كل الوطنين الشرفاء والاصلاء الذين يمتلكون وطنية أصيلة وإخلاصا مؤكدا وعطاء متواصلا .. وباسم كل الأبرياء الذين خدعوا في الانتخابات ومنحوا أصواتهم لعناصر كانت متوسلة مستجدية سابقا والآن تحكم وتتحكم بضراوة وتنهب وتسلب وتستحوذ على أضخم الرواتب والامتيازات ولا يقف نهمها وإطماعها عند حد .
إلى كل أبناء الشهداء الذين وهبوا حياتهم من اجل الوطن والمواطنين .
إلى كل الفئات التي لن تجني من هذا البرلمان سوى الوعود الزائفة والعهود الكاذبة .
إلى كل عاطل عن العمل ويكتوي بنيران البطالة والفقر والحرمان .
إلى كل طالب يعيش تحت سقف الفاقة ومحروما من كل عطاء وانجاز .
إلى كل فلاح قد أهمل أرضه لان البرلمان لن يدعمه لما تحتاجه الزراعة من إمكانات ومعدات .
إلى كل عامل تفترسه العطالة والبطالة لان كل المعامل قد أوصدت أبوابها .
إلى كل الذين يتخوفون من المفخخات والمسدسات الكاتمة للصوت ومن الاغتيالات والعبوات الناسفة .
إلى كل من يعاني من انعدام الخدمات الضرورية الملحة كالكهرباء والماء والدواء والآمن وكل الأورام السرطانية التي تفتك بالشعب .
إلى كل المتضررين من نظام صدام المقبور والذين لم يكسبوا أي مكسب في الظرف الراهن بل بقوا على هامش الإهمال والنسيان وهم يعتصرهم الفقر والمرض والحرمان .
إلى كل سجين وطني سياسي تعذب وتحمل كل أنواع القهر والتنكيل والعذاب والتدمير في أقبية صدام حسين المرعبة وقد تناساه أعضاء البرلمان ولن يطالب احد بحقوقه .
إلى كل الأمهات والأرامل وكل المفجوعات بفقدان الأفذاذ في عهد الطاغية السفاح المقبور صدام حسين .
إلى كل وطني شهم وغيور, والى كل متذمر من إجراءات وقرارات ورواتب وامتيازات البرلمان ورئيسه ونوابه ويبتغي التغيير والإصلاح .. نهيب بكل أبناء الشعب العراقي المقهور أن ينتفض يوم الجمعة المصادف 9/ 9 / 2011 ويطالب بصوت عال وموحد (( نريد إسقاط البرلمان المدان )) ونلح بالمطالبة على إجراء انتخابات جديدة لا ننخدع بها مرة أخرى فالمؤمن لا يلدغ في جحر مرتين والعاقبة للمتقين والويل كل الويل للأدعياء واللصوص والافاكين .
وأنا أنا الكاتب والإعلامي ماجد الكعبي أقول هذا بكل الصدق والصراحة وبمؤازرة ومعاضدة كل المتضررين والمهمشين والمنسين , فانا ضحيت عهدين ضحية في عهد الطاغية المجرم صدام حسين , وان الاضطهاد والقهر الذي عشته والتشرد والغربة في ذلك العهد قد يكون مبررا لأنني عدو واضح للنظام , ومارست ممارسات فيها مردودات قاسية ضد النظام حيث تحملت الغربة والهجرة طيلة ( ربع قرن ) وقد قدمت شهيدين علاوة على بهذلة عائلتي في ديار الغربة حيث الجوع والتعاسة والشقاء هذا ما كان في العهد ألصدامي المقبور ولا أسف على ذلك لان ذلك هو ضريبة الكفاح والجهاد الإسلامي والوطني ضد الطغاة والفراعنة .
ولكن المفجع حقا والدامي للقلب فعلا هو إنني لم اجني في عهدي هذا أي مكسب أو نفع فلم امتلك شبرا من الأرض ولحد الآن ولم امتلك لا أنا ولا أي احد من أفراد عائلتي وظيفة أو راتبا يضمن معيشتنا ومستقبلنا ..!! رغم إنني قدمت أكداس من الطلبات إلى رفاق وأخوة الدرب الطويل في السابق , فكلهم عندما تبوءوا المناصب قد نسوا أو تناسوا من كان معهم قلبا وقالبا , وفعلا وقولا , وإنني طيلة هذه السنوات الثمان اعتصمت بالصبر والتصابر تصورا مني قد تبرز نخبة من البرلمانين تعيد الحق والحقوق المشروعة لأصحابها المتضررين .
وان الذي حملني على هذا المقال الملتهب هو الصدمة البرلمانية التي أثارت الغضب والغليان لأبناء الشعب الذين صدمهم النبأ المنشور في (( جريدة الصباح الحكومية والشبه رسمية )) وعلى هذا الأساس أعلنها مدوية بأنني أتضامن بكل الصدق والجرأة والحماس مع كل المتظاهرين في يوم الجمعة, لأنهم يعبرون عن همومنا وتعاستنا وإهمالنا , فقد بلغ الأمر حدا لا يطاق وما قيمة الحياة عندما يشعر الإنسان بالإهمال والغبن والإجحاف , فلم يبقى في القوس منزع وهل يلام من يتظاهر مطالبا بحقوقه المسلوبة والمنهوبة في ظل التغيير الجديد وعندي الكثير الكثير الذي سأقوله يوم الجمعة المعود .. جمعة المطالبة بحل البرلمان وإسقاطه جماهيريا وإجراء الانتخابات التي قد تكون في صالح هذا الشعب الذي سلخ حياته في ظل كل العهود وهو يكتوي بنيران المحنة والانتظار .
مدير مركز الإعلام الحر