شيعة اليمن – الطائفة المنسية

by admin
0 comment 317 views

20/05/2006

علي عبد الله صالح خريج الكلية العسكرية في بغداد ومدرسة البعث العفلقي مع الفكر الوهابي السلفي مع حزب البعث يلتقون جميعاً في كراهية أتباع أهل البيت ، فهذا المثلث عدو لدود وهذه العداوة لها ما يبررها  لديهم ، فعبد الله صالح قد نهل هذه الأحقاد من شرعة سيده ومعلمه صدام حسين ومن رموز البعث الصدامي الذين هربوا الى اليمن بعد سقوط النظام في 9/4/2003 حتى بلغ عدد قياديي حزب البعث في اليمن أكثر من 1000 فيما بلغ عدد البعثين الذين هربوا بثرواتهم التي سرقوها من الشعب العراق ستة آلاف حسب ما ورد في جريدة ( الحقيقة ) الأردنية العدد العاشر. أما المدرسة الوهابية فهي محكومة بموقف طائفي تاريخي معروف. وعندما أطل نجم التشيع في اليمن بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران سنة 1978 حاولت الحكومة اليمنية من خلال الكثير من الممارسات المخابراتية والتصفيات الجسدية والمضايقات الإعلامية الحد من الإنتشار المتصاعد للفكر الشيعي إلا أنها أخفقت وبلغت نسبة الآخذين بهذا الفكر أكثر من 6 % من عدد سكان اليمن لغاية أواخر التسعينات . ومع هذا الإنتشار الكبير شعرت الحكومة اليمنية بخيبة أمل كبيرة بعد أن فشلت كل محاولاتها في الحد منه الأمر الذي اضطرها للتحالف مع السلفيين والوهابيين وحزب البعث الصدامي ، فكلف علي عبد الله صالح أخاه غير الشقيق العميد علي محسن الأحمر في مسك ملف الشيعة والتنسيق مع السلفيين والوهابيين وفتح أبواب اليمن لهم وإنشاء المعسكرات ودور النشر ومراكز الإعلام ، وتكاثف الوجود الوهابي السلفي في اليمن بعد أحداث 11 سبتمر حيث قامت دول الخليج بطرد أكثر الجمعيات والمؤسسات الوهابية والدفع بها صوب اليمن حيث الفوضى والأمان وبقيت المساعدات المالية واللوجستية تقدم لتلك المؤسسات من السعودية ودول الخليج . ويعتبر معسكر ( جبل حطاط ) من أهم المعسكرات السلفية حيث يتدرب فيه الإرهابيون الوهابيون تحت إشراف علي محسن الأحمر وعلى يد كبار الضباط البعثيين العراقيين الذين هربوا بعد تحرير العراق في نيسان 2003 . علما أن هناك معلومات شبه مؤكدة تشير الى أن اغلب الأسلحة الحساسة والمهمة هربت الى اليمن  قبيل سقوط النظام وبعده عن طريق الخليج العربي وسلمت الى حكومة علي عبد الله صالح ، ويتدرب السلفيون الوهابيون على هذه الأسلحة تحت إشراف اللواء حازم الراوي رئيس التوجيه المعنوي للقوات المسلحة العراقية زمن صدام ، وهذا الضابط البعثي ينسق مع (الدكتور قاسم سلام) عضو القيادة القومية وأمين القيادة القطرية لحزب البعث في اليمن.ه

لقد تم الكشف عن اتفاق أبرم في صنعاء بين الحكومة اليمنية من جهة والسلفيين التكفيرين من عناصر القاعدة وحزب البعث متمثلاً بالقيادات البعثية العراقية الهاربة الى اليمن من جهة أخرى على عدم القيام بأي عملية إرهابية ضد الحكومة اليمنية أو المصالح الغربية على أن تسمح الحكومة اليمنية بتصفية الوجود الشيعي في اليمن، وقد نص الإتفاق على أن المتخرجين من الدورات التدريبية التخريبية للسلفية في اليمن يتم إرسالهم الى العراق ومصر والأردن ودول الخليج ، وتقوم هذه المجاميع السلفية على إدخال الأسلحة الى السعودية والكويت وقد تعهد شقيق الرئيس اليمني المدعو علي محسن الأحمر والذي يعتبر الحاكم الفعلي لليمن في الوقت الحاضر على تقديم التسهيلات لتلك المجاميع ، علما أن الأحمر من أبرز العسكريين وهو قائد المدرعات في المنطقة الشمالية الغربية وقاد المعارك الأولى والثانية ضد الثوار في منطقة ( ! صمدة ) واستخدم شتى الصواريخ في ضرب جبل (مران) واستعمل السلاح الكيمياوي حتى أطلق عليه اليمنيون بعلي كاتيوشا.

لقد أكدت المخابرات الأمريكية أن اليمن تعتبر المصدر الرئيس للمقاتلين الأجانب في الحرب في العراق. وكان قد اشتكى خالد عبدالنبي وهو قائد جيش عدن أبين (أحد أكبر الجماعات المتطرفة الإسلامية اليمنية) بأنه تم احتجاز أعضاء من جماعته من قبل ضباط في جهاز الأمن السياسي وتم إخضاعهم للتحقيق من قبل الشرطة السرية الأمريكية وذلك بخصوص التخطيط لقتال قوات التحالف في العراق (صحيفة يمن تايمز في تاريخ 4 ابريل).

إن خوف الحكومة اليمنية غير المبرر والمستند على أسس طائفية من الشيعة قد دفع حكومة علي عبد الله صالح الى التحالف الستراتيجي مع البعثيين الهاربين الى اليمن وتحت أمرة البعثي قاسم سلام والسلفيين والوهابيين والقاعدة وبعض عناصر طالبان تحت أمرة قائدهم الروحي (عبد المجيد الزنداني) والذي أسس جامعة ( الإيمان) التي تستمد توجهاتها الطائفية من جامعة عبد العزيز آل سعود ذات التوجه السلفي في السعودية وتحوي هذه الجامعة على طلبة من الدول الأوربية ، من أجل تهيئتهم فكريا بما ينسجم والتوجهات الإرهابية وإعادتهم الى مواطنهم في بريطانيا والدنمارك والسويد وغيرها ، علما أن لدى الزنداني 42 عضوا في البرلمان اليمني وهذا يدل أن للوهابيين والسلفيين سطوة في اليمن وأن الحكومة اليمنية تتكون من لفيف من المجاميع السلفية والوهابية والبعثية .

معاناة الشيعية في اليمن

مازال أتباع أهل البيت ومنذ بزوغ فجرهم في اليمن يعانون من الإضطهاد والقتل والتشريد ، وتذكرنا هذه الحملة الظالمة بالحملات التاريخية التي تعرض لها أتباع أهل البيت في اليمن في زمن الدولة الأموية حيث كانت اليمن من المعاقل المهمة للشيعة وحب أهل البيت إثر تأثر أهلها بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعد أن أرسله النبي صلى الله عليه وآله إليها وبقي بين أهلها عدة سنوات ، فقد اكتشف الأمويون شدة تعلق اليمنيين بالفكر الشيعي فأرسل معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطأة حيث قتل من محبي أهل البيت في صنعاء وحدها أكثر من ثلاثين ألفا وقتل أولاد عبيد الله بن عباس عامل الإمام علي بن أبي طالب وكانوا صغاراً بعد ترك ابن عباس صنعاء هاربا ، وقد توالت حملات تصفية الشيعة في اليمن بعد ذلك التاريخ وخلال فترة حكم بني أمية وبني مروان ومن بعد ذلك في زمن بني العباس حتى كادت اليمن أن تخلو تمام! ا من أتباع أهل البيت . لكن حكومة علي عبد الله صالح وقد استيقظت على حقيقة مرة وهي أن الوجود الشيعي خلال الحقبتين الأخيرتين بدأ يتنامى باضطراد بين أهل اليمن وخاصة في القرى والأرياف والمناطق الجبلية في المدن و القبائل ، ومن أجل أن تئد هذا الوجود المبارك سارعت الى محاربته إلا أنها نحت أخيرا منحى خطيرا بعد سقوط النظام البعثي الصدامي في العراق وتوافد آلاف البعثيين من رموز وقادة البعثيين هناك حتى أن الحكومة كشرت عن أنيابها السامة وأعلنت حربا صريحة ضد أتباع أهل البيت وتم مصادرة كل مساجد وحسينيات الشيعة وإعطائها الى الوهابيين والسلفيين التكفيريين ، وقد بلغت الوقاحة لدى رئيس النظام في اليمن ( علي عبد الله صالح ) أنه ألقى تصريحا للفضائية اليمنية عند تسليم تلك المساجد للسلفيين قال فيه : أن الشيعة الجعفرية أخطر فئة على الوحدة الوطنية وسوف يرحلون الى كربلاء . لقد نشر هذا التصريح أيضا في جريدة (الناس) و( الوطن) و(الوسط) .

وتزامنا مع إجراءات الحكومة التعسفية بحق الشيعة من مضايقات واعتقالات وتصفيات جسدية قام أصحاب الفكر التكفيري السلفي بإصدار فتاوى تبيح دماء الشيعة وأموالهم وأعراضهم ونشرت هذه الفتاوى بصورة مستمرة في صحفهم وصحف علي محسن الأحمر ، ومن قادة السلفين الذين تصدوا لإصدار مثل هذه الفتاوى المصري المدعو ( أبو الحسن السليماني) المشرف على أحد أوكار الإرهاب السلفي التكفيري في اليمن ومقرها قبيلة ( عبيدة ) بمحافظة مأرب ، ومن هؤلاء أيضا المدعو ( محمد الإمام ) صاحب أحد أوكار السلفيين بمحافظة ( ذمار ) ، والمدعو محمد أحمد مهدي رئيس جمعية الحكمة اليمانية والتي هي بمثابة ( حزب متكامل ) يعمل تحت مظلة الجمعية المذكورة حيث لدى هذه الجمعية أكثر من 154 فرعا في عموم اليمن مع مجموعة من البنوك أهمها البنك الإسلامي الدولي والبنك الأهلي وبنك اليمن الإسلامي وبنك سبأ ، وتعمل الجمعية وفروعها و! بنوكها بترخيص وتسهيلات كبيرة من قبل حكومة علي عبد الله صالح ، وتحت غطاء حزب ( الإصلاح والزنداني وجامعة الإيمان ) .

إن الفتاوى التي صدرت وما زالت تصدر ضد الشيعة في اليمن الهدف منها تعبئة الشارع اليمني ضد انتشار فكر اهل البيت وإعطاء الذرائع لعمليات القتل والتصفية لمن يتبناه من الشعب اليماني ، وخاصة تلك التي حصلت مؤخرا في الشمال وبحجة محاربة حسين الحوثي .

الحوثي والإعلام العربي

الذي يراقب وسائل الإعلام العربية وعلى راسها الجزيرة والعربية يجد أن الحوثي هو شيعي ويرتبط بإيران ، ووسائل الإعلام تعرف جيدا ويعرف الشعب اليمني وهو قريبا من الحوثي ، أن هذا الرجل هو زيدي العقيدة وهو ينتمي الى نفس الفرقة التي ينتمي إليها علي عبد الله صالح ورئيس برلمانه عبد الله الأحمر ، وبهذا ندرك أن وراء لصق صفة التشيع على حركة الحوثي أهدافا سياسية غير شريفة وعلى رأس هذه الأهداف هو إعطاء الذريعة للحكومة اليمنية بقتل أتباع الحوثي ومحاربته بشراسة وإضفاء طابع الشرعية على ذلك القتل ، فبدون لصق التشيع بالحوثي لايمكن إتهامه بالعلاقة بإيران الشيعية وسوف لن يصدق أحد مايردده الإعلام العربي واليمني من افتراءات وهي أن أسلحة الحوثي تأتيه من إيران . والهدف الأكثر بشاعة هو محاولة قتل شيعة اليمن بحجة محاربة الحوثي .ولذلك حاولت الحكومة اليمنية مدعومة بالإعلام العربي والذي عرف بمواقف سلب! ية طائفية الى ( إقحام) التشيح في الصراع القائم بين الحكومة والحوثي الزيدي لإيجاد مبررا لتنفيذ ( أجندة ) حكومية عربية يراد من خلالها وأد التشيع قبل استفحاله في اليمن وخاصة أن مذهب أهل البيت ليس مذهبا طارئا على الشعب اليمني وأن المذهب الزيدي هو حاضنة يمكن أن ينتشر التشيع في أوساطها بسهولة . وقد استعانت وما زالت الحكومة اليمنية تستعين في تنفيذ أجندتها في محاربة التشيع بالفرقة السلفية الوهابية في اليمن والتي تعهدت للحكومة بالتحالف معها في محاربة مذهب أهل البيت من خلال وسائل إعلامها التي تحضى باهتمام بالغ من لدن الرئيس اليمني وطاقم حكومته.

شيعة اليمن وتهميش الأخوة

ذكر بعض شيعة اليمن ممن هرب الى الخارج ، أن أحلك أوقات مرت بها الطائفة هي الفترة التي حاربت فيها الحكومة اليمنية حركة الحوثي والتي انتهت بمقتل حسين الحوثي وتفاهم والده بدر الدين مع الحكومة ، ففي هذه الفترة أدخلت الحكومة شيعة اليمن ضمن حملتها في قتال الحوثي وتعرض الآلاف منهم الى القتل والتصفية والتشريد وقد عم الإضطهاد معظمهم وفي كل أنحاء اليمن ، وقد ذكر بعض الناشطين الشيعة أنهم حاولوا طلب الإستغاثة من إيران والعراق لكن أحد لم يستجب لإستغاثاتهم المتكررة إلا بعد انتهاء الحملة الظالمة حيث أصدر السيد السيستاني في النجف نداءا الى الحكومة اليمنية طالبها بايقاف الحملة التي طالت شيعة اليمن ، وفعلاً كان لهذا النداء أثر في إيقاف حملة القتل والإعتقالات ، لكن ذلك لم يوقف اضطهاد الحكومة اليمنية المستمر .

لقد آن الأوان لأن ينظر الشيعة في العراق وإيران وباقي العالم الى إخوتهم في اليمن نظرة جادة ومد يد العون والمساعدة لهم والمطالبة الفاعلة من الحكومة اليمنية بالكف عن اضطهادهم وأن تعاملهم كما تعامل الطوائف الأخرى وخاصة أن مبادي حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وقوانين الأمم المتحدة والمتعلقة بحقوق الإنسان تحتم على الحكومة اليمنية أن ترفع عن هذه الطائفة المظلومة الحيف وأن تضمن لها حقوقها الكاملة .

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre