حقيقة قرآنية صارخة على عشق الإنسان للفساد وللدماء والخراب وردت في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) البقرة 30 ، وهذه الحقيقة تغنينا عن التفتيش عن أدلة في السنة الشريفة والتي هي الأخرى أكدت حب الأنسان ( فردا وشعوبا وجماعات ) لقتل الإنسان والاستحواذ على مقدراته وممتلكاته .
لكن الله سكت عن ذم الفساد وسفك الدم في الآية الشريفة وقال ( إني أعلم ما لا تعلمون ) ، وهذا يشير إلى أن الفساد في بعض الأوقات قد يكون سببا لتغيرات كبيرة لصالح الإنسان نفسه (( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ) البقرة 251 ، فالآية فيها تلميح إلى أن بعض الفساد يدفع فساد أكبر قد ينفع في الأرض ، كما أن سفك الدماء في وقت ومكان معينين ربما يشكل عامل لإصلاحات كبيرة يتبعها ، وهذا ما حصل عندما سُفك دم الحسين عليه السلام في ثورته الخالدة في كربلاء ، فتلك الدماء الطاهرة أحدثت صاعقة في وجدان المجتمع الإسلامي ، ونبهت لمحاولات الأمويين الجادة في استبدال الإسلام المحمدي ، بإسلام أموي بلا روح أو جوهر. فكان لتلك الدماء الأثر في عودة إشراقة الإسلام التي بدأت تخفت شيئا فشيئا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، حتى أوشكت أن تطفأ تماما قبيل ثورة الطف في حكم يزيد .
وحتى مجيء القوات الأمريكية وحلفائها إلى العراق ونسفها لنظام البعث الصدامي فيه ، كان فسادا وكان سفكا للدماء ، إلا أن النتائج التي تمخضت عن ذلك الغزو هو إنقاذ شعب كامل ، أوشكت أساليب البعث القمعية أن تنسف فيه بقايا الدين ، فالنظام الصدامي وخلال حقبتين من السنين عصف بشكل وحشي أكثر من 5 ملايين نفس بشرية ، دوامة من الفتك وسفك الدماء تدور ليل نهار طيلة 20 سنة ، هذه الماكنة أوشكت أن تزرع الشك في صدور الناس بوجود خالق لها ، وهذه الحقيقة لايستشعرها إلا العراقيون أنفسهم ، ولعل من أكبر المؤشرات على تسلل الشك في نفوس الناس هو طبيعة السلوك الذي ورثته الأغلبية من الفترة المظلمة ، سلوك يغلب عليه التوجس من الحياة ويستسيغ الرشوة والتحايل والخنوع والكذب – وما يعانيه العراق اليوم من هيمنة الفساد الإداري وسرقة المال العام دليل على ذلك – هذه الخصال لو لم تسارع القدرة الإلهية على تهيئة اسباب إنقاذها لتحولت إلى كفر أو شرك ، أو سلوك قد يشكل خطرا ليس على العراق وأنما على المنطقة ، مع وجود حزب شاذ يحكم الحياة كحزب البعث وقيادة ممسوخة كصدام وأمثاله .
سوف تبقى البشرية تعاني من الفساد ودوران عجلة القتل ، هذه الحقيقة تجلت لنا بأبشع وأوضح صورها خلال التاريخ الإنساني ، ذلك التاريخ الذي كان مداده دما أحمرا عبيطاً ، وما زالت الأيد الإنسانية الآثمة تخط صفحات جديدة بذلك الدم ، وليس ثمة مؤشر على أن الإنسان في نيته أن يستبدل أسلوبه الدموي هذا بآخر أقل عنف وجبروت ، ومرة أخرى نعود للقرآن لنؤكد هذه الحقيقة مرة أخرى حيث يقول : ( إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى ) ، أي طالما الإنسان يمتلك وسائل القتل والبطش ويستشعر بقدرة فائقة ، فإن طغيانه يبقى هو الغالب على ممارساته وتعامله مع من يحيط به ممن لايمتلك أو أنه يمتلك أقل قدرا من وسائل البطش وسفك الدماء .
الذي يراقب طبيعة ( الصراع الجديد ) بين الغرب الذي تتقدمه الإدارة الأمريكية ويتخذ من إسرائيل ( محركا ) وبين إيران حول ما يطلق عليه كمحور لذلك الصراع بـ ( ملف إيران النووي ) يجد أن فتائل حرب كارثية على أبواب العالم ، بدأت رائحتها تتسرب إلى الأنوف ، وتذكرنا هذه الذريعة ( بأسلحة الدمار الشامل ) التي كانت عنوانا كبيرا للحرب التي عصفت بنظام البعث في العراق ، وفي وسعنا إجمال حقائق تجعلنا نتنبأ بهذه الحرب المدمرة القريبة هي :
1) اسباب غيبية تشبه إلى حد ما ، الأسباب التي قادت الإدارة الأمريكية لتغيير النظام الصدامي في العراق ، فقد ثبت لكل العقلاء والمحللين السياسيين أن ذريعة ( أسلحة الدمار الشامل ) كذبة ، أما الرأي القائل في أن المصالح الأمريكية دفعت إلى ذلك هو رأي لاقيمة له ولا وزن ، لأن الواقع والعقل والتحليل السياسي الموضوعي وفق ما يفكر به أو يسعى إليه ( العقل الغربي ) يثبت أن بقاء النظام البعثي يصب في صالح الغرب ، وحاجة أمريكا لنظام مثل نظام صدام ملحة في هذه الأيام ، لمواجهة إيران ، كما فعلت فيما سبق ، فهل في وسعنا أن نقول بغباء صاحب القرار الأمريكي في إزاحة صدام ؟ بالطبع كلا فكل المؤشرات تدل على أن خبرة صاحب القرار الأمريكي لايمكن أن تقارن بخبرات أخرى ، إذا ما نوقشت وفق المعطيات المادية . إذن هناك اسباب أخرى وراء الاندفاع الأمريكي لتغير النظام الصدامي وهي اسباب غيبية خالصة ( والله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه ) .
2) هناك حرب قادمة لا محالة بين إيران والتحالف الغربي وبدفع من إسرائيل ، وأن أسباب هذه الحرب تُنسج خيوطها بشكل واضح إقليميا وعالمياً ، وأن هواجس خطيرة وكبيرة تتنامى في عقول صناع القرار في الدول الغربية ، وهواجس أخرى أكبر بكثير تتنامى في عقول القادة الإيرانيين ، كل تلك الهواجس سوف تبلغ حداً يصبح أمر السيطرة عليها أمر مستحيل مما يقرب نقطة الإنفجار في أي لحظة . ثمة دلالات صادرة من الجانب الإيراني تعزز الرأي القائل أن هواجس الإيرانيين تسير باتجاه المبادرة في تفجير الوضع ، منها أن قائد القوات الإيرانية قد صرح في أن إيران ربما تبادر إلى ضربات استباقية إذا ما تبين لها أن الضربة الغربية على وشك الحصول . تصريح آخر هدد في أن إيران سوف تغلق مضيق هرمز إذا ما تمكنت الدول الغربية من منع إيران تماما من تصدير النفط .. أما ما أوردته صحيفة ( الأندبندت ) البريطانية من أن بريطانيا رفضت طلبا أمريكيا لاستعمال أراضيها لشن هجمات جوية على منشآت إيرانية ، بحجة عدم وجود قوانين دولية تسمح لها بذلك . هذا التصريح لو أضفناه لكثير من التصريحات الإيرانية والأمريكية فسوف نجد أن هناك توجه لضرب إيران ، ولو افترضنا أن تلك التسريبات المقصودة منها إيصال رسالة للإيرانيين ، في أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل جادتان في ضرب إيران ، بهدف إخضاع القيادة الإيرانية على التخلي عن تطوير ملفها النووي ، فإن النتائج سوف لن تكون في صالح الإدارة الأمريكية ، لأن إيران قد بلغت في مساعيها التقنية في ملف الطاقة النووية حدا لايمكن لها أن تتراجع مهما كانت الظروف أو النتائج ، بل أن ( جدية أمريكا وإسرائيل ) سوف تدفع بالإيرانيين إلى تعزيز قدراتهم العسكرية والبحث عن حلفاء لها وهذا ما يحصل بالفعل من خلال الاتصالات التي تقوم بها مع الدول خارج التخندق الأمريكي ، ومنها الدولتين العملاقتين الصين وروسيا .
3) تمارس الدول الغربية وهي مأخوذه بسطوة القوة والغطرسة ، ضغوط سياسية واقتصادية على أيران ، لم تدرك بعد تلك الدول خطورتها على العالم أجمع وعلى مصالحها بالذات ، وهي تعتقد أن النتائج هي فقط إجبار إيران على الإستسلام لإرادتها وتخليها عن حقها في امتلاك (الطاقة النووية) ، وقد نجحت الإجراءات الغربية فعلاً في تحقيق الكثير مما كانت تصبو إليه من خنق الإقتصاد الإيراني والتدهور المستمر في العملة وارتفاع نسبة التضخم ، من أكبر مؤشرات ذلك النجاح ، كما أن الشارع الإيراني بدأ يشعر بكثير من التململ وقد أصيب في مقتل عندما فقدت عملته القدرة الشرائية ، وهذا يعني استفحال ظاهرة الفقر والبطالة ، وبرزت الكثير من السجالات في الأوساط الشعبية والسياسية مما يدل على أن استمرار الحال سوف يعصف بشكل كبير بقدرة الشعب الإيراني على التحمل في مواجهة الحصار ، الحكومة هي الأخرى طفقت تفتش عن مخرج للحالة المأساوية التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ، والذي يثير الكثير من قلق الحكومة والشعب الإيراني أن الغرب وبسبب قدراتها الهائلة في أغلب ميادين الحياة قد نجحت في إحكام الطوق على رقبة الحكومة والشعب ، بل أن إجراءات الحصار قد طالت حتى القنوات الفضائية ..
4) لا أعتقد أن في استطاعة الحكومة الإيرانية أن تبقى تتلقى كل تلك الضربات الإقتصادية الموجعة والحصار متعدد الأهداف إلى أجل غير محدد .. لأن ما يحصل مع إيران يذكرنا بالأسباب التي دفعت الشعب الألماني للإلتفاف حول ( هتلز ) والمبادرة بغزو الدول المجاورة . فالتاريح يحدثنا أن الحرب العالمية الثانية قد أجبرَ عليها الشعب الألماني ، فإضافة لما تمخضت عنها معاهدة فرساي (1919) من شعور بالذل وتدهور بالاقتصاد ، فإن الحلفاء قاموا بإجراءات حمقاء مستمرة ضد الشعب الألماني ، كانت سببا مباشرا في تدهور اقتصاده ، وزيادة الإحباط القومي ، وإلى درجة عالية من الامتعاض الشعبي بسبب غلاء المعيشة والتضخم المالي وإنخفاض قيمة العملة وتفاخم الأزمة الإقتصادية . الأمر الذي دفع الحكومة الألمانية إلى البحث عن متنفس لتلك الأزمات الخانقة التي سببتها لها الضغوط المستمرة للحلفاء ، فكان خيار الحرب هو الأقرب من أجل تحقيق ذلك .
ويبدو أن حماقات الدول الغربية المستمرة ضد أيران سوف لن تترك أمام الشعب الإيراني وحكومته خيار آخر غير الشروع بكسر قيود الحصار ، عندما يبلغ سقفا لايستطيع تحمله ، ولعل ما يساعد الإيرانيين على بدأ جولة الصراع هو ضمان مساندة الكثير من الدول التي ضاقت ذرعا بسياسة الهيمنة الأمريكية على العالم ، ومنها روسيا والصين ، ناهيك من أن إيران تمتلك من الأوراق ما يجعلها في مأمن من الإنهيار أمام أعدائها مهما بلغت قوتهم ، ومهما اشتد وطيس الحرب ، فمنابع النفط التي هي مصدر لأكثر من ثلث احتياجات العالم منه في قيضتها الحديدية ، ووقوع إسرائيل ودول الخليج على مرمى من أشد سلاح الإيرانيين فتكاً ، كما أن الإقتصاد في الدول الغربية والذي هو أصلاً مصاب بالسلل سوف يتلقى ضربة غير متوقعة وربما يشهد انهيارا تاما مع بدء الحرب .
سوف تسيل دماء كثيرة ، ويعم خرابا أكبر ، وقد يطول الصراع ، لكن ذلك سوف يمهد لنهاية حتمية لسفك المزيد من الدماء على الأرض ، و مقدمة لتغيرات عالمية كبيرة وهي الخطوة الأولى في المشروع الإلهي لإقامة دولة العدل الموعودة في القرآن والتوراة والأنجيل .
5 comments
لا أدرى كيف يصدق الأخ الكاتب و بالتالى يريدنا ايضا أن نصدق بأن الغرب سيشهد إنهيارا تاما مع بدء الحرب مع إيران (كما أن الإقتصاد في الدول الغربية والذي هو أصلاً مصاب بالسلل سوف يتلقى ضربة غير متوقعة وربما يشهد انهيارا تاما مع بدء الحرب ) ثم ينهى مقالته مبشرا بنهاية أمريكا و من معها من الدول الغرب المتحالفة معها (لكن ذلك سوف يمهد لنهاية حتمية لسفك المزيد من الدماء على الأرض ، و مقدمة لتغيرات عالمية كبيرة وهي الخطوة الأولى في المشروع الإلهي لإقامة دولة العدل الموعودة في القرآن والتوراة والأنجيل). ألا يدرى الأخ الكاتب ان إيران اليوم تشهد أسوأ حالاتها، بالأخص الإقتصادية منها على الأقل، و الأخبار الحديثة تقول لنا انها تطلب المساعدات المالية من المالكى. ثم هل تقاس قوة إيران و أسلحتها الخردة بالقياس مع ما تمتلكها أمريكا من التكنولوجيا العسكرية الهائلة فى القوة و التطور؟ كذلك سمعنا أنصار صدام قبل حرب الكويت و هم يقولون بأنها ستكون نهاية أسطورة أمريكا، و إذا بالمعارك البرية لا تستمر سوى لمائة ساعة فقط لا غير! لا أتمنى ان تقوم حرب جديدة فى المنطقة، لكن فى حالة إندلاعها أرى أن إيران ستشهد ضربات عسكرية لم يشهدها العالم من قبل، و أنها سوف تتجزأ الى عدة دول لأنها مثل يوغسلافيا تضم شعوبا مختلفة سوف تستغل الفرصة لإعلان حريتها و إستقلالها الأبدى عن سيطرة القومية الأغلبية الفرس. تحياتى للأخ الكاتب مع تقديرى لكتاباته و آرائه القيمة، مع الإعتذار لعدم إتفاقى هذه المرة مع رأيه.
حزب التقدم …. حول الحرب القادمة للدكتور طالب الرماحي ؟
عند دراستنا لواقع مجتعات الشرق الاوسطية وحكوماتها نجد ان التغير قادم لا محال منه، لكون ما يعاني منها تلك المجتمعات في ظل انظمة استبدادية يتطلب تغير الخارطة المناطقية والجغرافية من اجل زرع روح التسامح والسلام في المنطقة اولا” ومن ثم تحرير الشعوب من بطش الحكام والمستبدة ….
ففي العراق وعلى سبيل المثال ومنذ عقود مضى نجد ان الحكام استولوا على اموال ومقدرات الشعب وفق برامج معدة بذلك، منها فرض سلطة الحاكم على المحكوم ودخول البلد وبشكل مستمر في الحروب والمعارك مما جعلوا من الفقر ان يلعب الدور الرئيسي في انفكاك العائلة والاسرة، ومن خلالها ظهرت سلوكيات في الواقع لا تتماشى مع التربية العراقية بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية .
والشعب العراقي على مر التاريخ معروف بمعانات العوز والفقر والحرمان بالرغم من انه صاحب احد اكثر البلدان امتلاكا” للنفط، وفي تاريخه لن تمر فترة سلم الا وان رافقها كارثة ما ان تنتهي حتى واجهة الثانية، وهكذا مع مسلسل طويل مليء بالمفارقات، وكأن مدرسة العنف أسست له بخلاف الشعوب الاخرى في ظل ابشع رجالات السياسة الذين منعوا تجاوز الصوت العراقي حدود دولته ليبقى بعيدا” عن انظار المجتمع الدولي، وهو ما عملت من اجل تحقيقها ابشع القادة محاولة منها كتم انفاس الشعب ليجعلوا منه سجينا” ينحصر في دائرة مغلقة دون تحرك، ومع كل هذه المجريات في التعسف والظلم والاضطهاد، الا ان البذرة الوطنية نمت بارضها الخصبة وبجهود الخيرين من قادة العراق معلنة تشكيل معارضة تهدف الى انهاء حكم الانظمة الاستبدادية لتحل محلها الديمقراطية وبأفكار وطنية .
وبالرغم من ان الحروب فقدتنا وحملتنا الكثير، الا انها لم تفقدنا العزيمة لتجاوز المحن وبناء دولتنا التي عبث الفساد في ارضها، لذا اصبح التغير امرا” كان ولابد منه، حتى دفعت بالمعارضة العراقية وبدعم دولي التحرك لتحرير شعبنا الذي اصبح ضحية العديد من تلك الحكومات في عام 2003، حتى ارغمت ابشع حكومة ذو سلطة استخدمت الحديد والنار ضد الشعب الاعزل للهزيمة ….
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه …. هل ان التغير حرر الشعب من الفقر والسلوكيات السلبية التي رافقت حياته، بعد ان حل النظام الديمقراطي محل الانظمة الدكتاتورية ؟؟!!
اذا” علينا البحث في مكمن القضية التي اصبحت مبهمة ؟؟
فالمعروف ان كل تغير هو تطور الا ان واقع العراق بالرغم من الحروب والمعارك التي من خلالها سفكت دماءا” زكية وحز رقاب الملايين، لم تستفد منه ومن النواحي الامنية والاعمار وتحسن الحالة المعاشية وغيرها وهو ما يشير الى ان هناك تدخلا” اقليميا” في الشأن الداخلي العراقي، وخلال فترة ما بعد التغير اثبتت العديد من الدول نياتها الغير سليمة تجاه العراق وبقاءها في فوضى حقيقية ولاسباب تكمن في خدمة أنظمتها الاستبدادية على حساب الشعب العراقي وحكومته ونظامها الديمقراطي، وهو ما يؤكد على ان عاصفة التغير يجب ان تقصف بالشرق الاوسط لكون شعوب المنطقة بامس الحاجة الى ذلك التغير عليه ضرورة تجنب الشعوب والمجتمعات من ان يكونوا سلاح بيد تلك الحكومات الاستبدادية حال حدوث تغير.
فالتغير عادة ما يخلف دمارا” من اجل حاضر ومستقبل افضل للشعوب، وهو ما يجب الوقوف عنده لئلا ان نقلل من قوة الخسائر ومنها وبالدرجة الرئيسية الخسائر البشرية ، وما حدث في العراق اكبر تجربة والشعب هو من دفع ضريبة التغير الى هذا اليوم دون تحسن الحالة المعاشية واستباب الامن والاستقرار، في الوقت اننا متفائلون بمستقبل افضل ولفترات ليست بالقصيرة وبما ينسجم مع حجم الخراب والدمار الذي ساد العراق تارة عن تغير الحكم واخرى عن الارهاب الذي لعب دورا” رئيسيا” في بقاء العراق في فوضى حقيقية .
لنعود الى اصل موضوعنا وهو ان امكانية التوصل الى حدوث الخطر تعني التقليل من حجمه، وما اشار اليه الدكتور حول امكانية وقوع حرب مدمرة في المنطقة، وان رافقه خطر عليه ان ثمة لمسات اخرى تبدي اكثر خطورة، الا وهو عجز القوى العظمى من ايجاد الحلول المناسبة لتصدي القوة التي تشكل خطر حقيقيا” على المنطقة وعلى ارواح الابرياء من المدنيين .
فمن اجل حياة افضل لشعوب المنطقة يستوجب التغير ورسم خارطة جديدة للمنطقة وان كانت هناك تضحيات، وعلى القوى العظمى الاستفادة من التجارب الآنية من خلال ثورات الربيع العربي وتحديدا بعد ان صمدت الحكومة السورية بوجه الثورة الداخلية، مع زيادة الحاق الاذى بالدولة وفي كافة المجالات ومنها ارواح البشر، عليه ان الحروب المستقبلية يجب ان تحمل نظاما” جديدا” من حيث الاسلوب والتكتيك، مع التعديل في قرارات نظام الاسلحة المحرمة …..
فعوضا” عن ارتكاب المزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين عليه ضرورة استخدام تلك الاسلحة ضد الانظمة لسهولة الايقاع بها وللتقليل من الخسائر البشرية، وهو ما تتمناه تلك الشعوب التي تعاني من الاضطهاد ….
اخيرا” وليس آخرا” ان كانت هناك حروب ولابد منها على المجتمع الدولي الوصول الى قوة ونقطة ضعف تلك الانظمة قبل البدء باي تحرك تجاهها للحد من الخسائر في صفوف المدنيين او محاولة تقليل عدد الضحايا …..
حزب التقدم الايزيدي
30 تشرين الاول 2012
لا اعتقد ان هناك شيء جديد في المقال …هذه الحقائق معروفة لدى الجميع سواء الذين درسوا الدين والتاريخ وحتى الانسان البسيط… يا كاتب المقال نريد الجديد والغير معروف
ارجو ان تفكر بعقلانية يا اخ قاسم كركوكي فاذا كانت امريكا تستطيع ضرب ايران فلما التاخر لأنها تعلم يقينا ان سياسة القطب الواحد الذي بنته لسنوات سوف تنتهي بلحظات اذا ما هاجمت ايران لا لأن ايران اقوى منها ولكن هناك قوى لم تخوض الحرب في حياتها وهي قوية بل تناطح امريكا نفسها كالصين سوف تصعد الى مركز الاقطاب المسيطرة على اقتصاد العالم ولا تنسى فالصين حاليا تناطح امريكا اقتصاديا فكيف اذا ضربت ايران وهذا اقل العواقب عند ضرب ايران
ارجو ان تفكر بعقلانية يا اخ قاسم كركوكي فاذا كانت امريكا تستطيع ضرب ايران فلما التاخر لأنها تعلم يقينا ان سياسة القطب الواحد الذي بنته لسنوات سوف تنتهي بلحظات اذا ما هاجمت ايران لا لأن ايران اقوى منها ولكن هناك قوى لم تخوض الحرب في حياتها وهي قوية بل تناطح امريكا نفسها كالصين سوف تصعد الى مركز الاقطاب المسيطرة على اقتصاد العالم ولا تنسى فالصين حاليا تناطح امريكا اقتصاديا فكيف اذا ضربت ايران وهذا اقل العواقب عند ضرب ايران