مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات – لندن 22 حزيران 2011 : بعد التفجير المريع في محافضة القادسية شهدت
الشعلة شمال بغداد تفجيرا إرهابيا آخر راح ضحيته ثمانية شهداء من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة ، وتأتي تلك الاعتداءات الإرهابية تزامنا مع العديد من ااغتيالات بكواتم الصوت وبزرع العبوات الناسفة ، وكل ذلك يأتي في خضم سجال سياسي وخلاف بين دولة القانون والقائمة العراقية على مناصب الدولة ، فالقائمتان تركتا الشعب العراقي يكابد الإرهاب والفقر ونقص الخدمات وانشغلتا في صراع ليس من مؤشر على قرب انتهائه ، ويبدو أن الكتل السياسية المتصارعة لم تعد تفكر بمعاناة الفقراء في العراق بقدر ما تهتم بمكاسب السلطة ورسم مستقبل كتلها السياسية ، يساعدها في الإصرار على هذا الموقف قلة خبرة الشعب العراقي على معالجة قضاياه وعدم قدرته على الضغط على الحكومة في أن تغير طريقتها الخائبة في التعامل مع قضايا الشعب ومعاناته .
يذكر أن العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى تشهد منذ شهر آذار المنصرم تصعيداً بأعمال العنف التي أودت بحياة العشرات بينهم عدد من الضباط ومسؤولون حكوميون، بما في ذلك من قضوا بأسلحة كاتمة ، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة سياسية في ظل عدم اكتمال تشكيل الحكومة المتمثل ببقاء الوزارات الأمنية شاغرة ، فضلاً عن احتدام الخلافات السياسية بين أكبر ائتلافين، القائمة العراقية ودولة القانون.
وجدير بالذكر أن أوساط شعبية بدأت تتفهم الفشل الحكومي في معالجة المشاكل المستعصية وخاصة بعد أن انتهت فترة المئة يوم دون أن تلوح في الأفق أي بادرة نجاح حكومي ، كما أن الشعب العراقي بدأ أيضا يتلمس استخفاف الكتل الأخرى وعلى رأسها العراقية بمعاناة الشعب العراقي وعدم جديتها في التفكير بهموم الناس وتركيز جهودها على تحقيق ما وعدت به في اتفاقية أربيل الخائبة . لذا فإن تلك الأوساط بدأت تتحدث عن تحركات شعبية واستعدادات كبيرة للقيام بمسيرات وتظاهرات ربما سوف تعصف بحكومة المالكي وبجميع حلفائها وبالقائمة العراقية أيضا .
