العراق الجديد/ بغداد/ فراس الكرباسي/ دعا خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، العراقيين للعمل التطوعي في أو مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، كاشفاً ان ما جعل حالة الإبطاء لدى البعض عن فعل الخير هو خذلان المتصدين للجماهير سواء من يحملون عنواناً دينيا او سياسياً، مطالباً الحكومة بتسهيل ما يلزم لإنجاح العمل الطوعي والتعاون مع تلك المؤسسات، مؤكداً بأن اهمية العمل التطوعي تأتي مع عجز الدولة في إيجاد الحلول وكذلك مع وجود مشاكل مالية عندها جراء سياساتها الخاطئة، معتبراً ان أهمية العمل التطوعي لا تكمن في منافسة الحكومة والسياسيين فقط بل وبديلا موضوعيا لهم.وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، ان ” على الإنسان أن يكثر من فعل الخير واهمها الأعمال الصالحة وعلى الإنسان أن يستثمر الفرص لفعل الخير والإكثار منها بل يحاول ان يسابق الآخرين وان لا يكتفي بغيره في تحصيل ما في الحياة الدنيا من مناصب قيادية اجتماعية كانت أو سياسية أو اقتصادية ولعل أفضل الأعمال عند الله تعالى هو خدمة المجتمع”.واضاف ان ” خدمة الناس امر مهم ولا يتضجر العاملون في خدمة المجتمع بحجة ان المجتمع يشغلني عن ذكر الله بل ان ما يشغلك عن ذكر الله تعالى مجالس البطالين اما خدمة الناس فهو عمل صالح ليس باطلا”.والتابع الياسري “علينا أن لا نتعامل باللامبالاة إزاء ما يجري من أحداث وما أكثر الأحداث في زماننا وفي بلدنا وان تكليفنا ولو على نحو الاستحباب المؤكد هو ان نخدم الآخرين بإخلاص ولا ينبغي لمشاكلنا الخاصة أن تشكل مانعا من خدمة الآخرين وحمايتهم”.ودعا الياسري ” نحن في هذه الجمعة ندعو الجماهير للعمل التطوعي في أو مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية وخصوصاً التي يقودها أشخاص يحملون مبادئ الدين والإنسانية لتقديم خدمات للمجتمع وبكل مستوى من المستويات العلمية والعملية والمالية والإدارية والبدنية وغيرها من الخدمات”واشار الياسري ان “العمل الذي يقوم به الإنسان بدافع أنساني ويقصد به أعانة الضعيف يترتب عليه الأجر الدنيوي مضافا إلى الأجر والثواب الآخروي ، وان الأعمال الإنسانية وأن لم ينوي من قام بالعمل فأن الله سبحانه وتعالى يضعه في ديوان المحسنين وأما النية فزيادة وكمال”.وكشف الياسري ان “ما جعل حالة الإبطاء لدى البعض عن فعل الخير هو خذلان المتصدين للجماهير سواء من يحملون عنواناً دينيا أو لا والأول أشد تأثيرا أذا أخفق فإنه لا يسيء لنفسه فقط بل سيسيئ للعنوان الذي ينتمي إليه وكذلك الانشغال بالأمور الشخصية والطموح الدنيوي الزائد عن حده هو الذي أدى إلى تراجع الجماهير عن العطاء”، داعياً الحكومة لتسهيل ما يلزم لإنجاح هذه الخطوات المباركة والتعاون مع تلك المؤسسات ومن دون أبطاء”.واوضح الياسري ان “العمل التطوعي يمكن ان يكون منافساً للحكومة والسياسيين”، معتبراً إن “النقد والتوجيه لأغلب المتصدين لا يجدي نفعاً فقد مرت أحداث خطيرة وعسيرة على الشعب هذا البلد بسبب أولئك ولا نتوقع منهم إلا مزيدا من الدمار”، مشدداً على صناعة بديل موضوعي للنهوض بالأعباء ولكن بشرط أن يكون له منجزا قبل وصوله إلى الحكم فأهمية العمل التطوعي لا تكمن في منافسة الحكومة والسياسيين فقط بل وبديلا موضوعيا لهم”.وبين الياسري ان ” اهمية العمل التطوعي تأتي مع عجز الدولة في إيجاد الحلول وكذلك مع وجود مشاكل مالية عندها جراء سياساتها الخاطئة حتى وصل تقرير منظمة الشفافية العالمية مقررا بإن العراق ضمن الدول العشر الأكثر فساداً في العالم وقالوا بأن الشعب له الحق برفع دعوى قضائية ضد الحكومة”.واشار الياسري ان “العمل التطوعي يوفر كادرا بشريا للدولة وبلا دفع رواتب لهم وهو ما سيقيم الحجة على المسؤول لتقديم الأكثر وان العمل التطوعي يعيد للمواطن حالة حب الوطن وحرصه عليه والتضحية من أجله وينميه في نفسه ويجعله اكثر التصاقا به كما أنه يمثل نوعا من أنواع التراحم بين الناس والذي من خلاله يرحم الباري الأمة”.وتابع الياسري ان ” العمل التطوعي فرصة للمجتمع ليثبت لنفسه بأنه مجتمع خير فإن فعل الخير يعود على فاعله بالخير والبركة واليمن ومن وصله الخير واسطة لكمال فاعل الخير، كما ان العمل التطوعي فرصة للمجتمع ليثبت نفسه أمام الآخرين فإن الخلافات جاء بها المفسدون من السياسيين وليس الشعب وكذلك سيكون مثلاً أعلى لشعوب العالم بكيفية الخروج من الأزمات منتصراً”.وبين الياسري ان “العمل الطوعي غير مقتصر على أصحاب الأموال بل يمكن ان يشمل اخرين فبالإمكان فتح دروس تقوية للطلبة وتشجيعهم على الدراسة وتكون في المساجد وتكون بذرة لافتتاح دورات صيفية لهم ليتعلموا العقيدة والشريعة والأخلاق الإسلامية”.واضاف “يمكن لتلك الفئات المتصدية الاتفاق مع بعض الأطباء في مختلف الاختصاصات لمعالجة المرضى وتحديد نوع العلاج للأمراض التي يعانون منها والاتفاق مع بعض المذاخر والصيدليات لتأمين العلاج لبعض المرضى الفقراء لان الدال على الخير كفاعله”.وتابع ” كذلك إقامة برامج خاصة للأطفال المرضى والأيتام وبرامج عامة لكل الفئات العمرية وبمختلف الأساليب وحملات تنظيف المدن والازقة والشوارع وكذلك تنظيف المدارس وتجهيزها ببعض المستلزمات والاجهزة التي يحتاج إليها الطلبة لتقدمهم علميا كي يساهموا مستقبلا في بناء الدولة ماديا ومعنويا وكذلك مساعدة الفقراء والمعوزين بالمعونات المالية أو العينية أو الخدمية كأنشاء وحدات سكنية صغيرة أو أعادة ترميمها خصوصا المناطق المنكوبة والمناطق الفقيرة أو افتتاح ورش تصليح الأجهزة الكهربائية وغيرها لمعونتهم او ورش النجارة لتزويج الشباب وان هناك مناطق تعاني من شحة المياه أو تلوثها فيمكن أن يقوم الميسورون بأنشاء محطات تنقية وتحلية لها وعلى المؤمنين التنسيق بتقسيم العمل كي تعم الفائدة”.وشدد الياسري اننا ” نأمل ان تطبق هذه الدعوة بل كلنا ثقة بتطبيقها فإن شعبنا يضرب به المثل لما يحمل من غيرة ونخوة وحب للخير ولا نحتاج إلى دليل فالوجدان لا يحتاج إلى برهان كما يقال ولابأس بأن أذكر شاهد على ذلك فأبناءنا من الحشد الشعبي انطلقوا مضحين بأنفسهم من دون أن يتوقعوا شيئا إلا الموت حين رأوا الوحوش قد هاجمت البلاد وأخذت تعبث به”.واضاف “حتى المبالغ التي تدفع لهم لا تساوي لحظة واحدة من تضحياتهم والشاهد الآخر هو موقفهم في زيارات المعصومين عليهم السلام وبالذات الزيارة الأربعينية بتقديم الخدمات الجليلة والتي أشاد بها القريب والبعيد علما إن ما قام به المؤمنون في الشاهدين يتطلب في أنجازه جهود دولة إن لم نقل تعجز عن القيام به”.