حزب الدعوة الإسلامية فى الميزان-الحلقة الأولى – نبيل الحيدرى

by admin
0 comment 153 views

فى هذه الحلقة نعيش الظروف الموضوعية لتأسيس الحزب،فقد تأسست مجموعة من الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية الإسلامية قبل تأسيس حزب الدعوة منها (منظمة الشباب المسلم) لعزالدين الجزائرى عام 1940 فى النجف وشعارها (مجتمع إسلامى ودولة إسلامية) ومجلتها (الذكرى) وقد انشق عنها محمد صالح الحسينى ثم اعتقل ثم خرج من السجن فذهب إلى بيروت واشترك مع منظمة فتح فى الحروب الأهلية حتى قتل عام 1980 فى بيروت وقبله اعتزل الجزائرى العمل السياسى والإجتماعى، و(حركة الإخوان المسلمين) عام 1948، والحزب الجعفرى عام 1952 بقيادة محمد صادق القاموسى وعبد الصاحب دخيل (أبو عصام) وانحل بعد سنة من تأسيسه، ثم منظمة المسلمين العقائديين للجزائرى عام 1954 ثم حصلت إنشقاقات عديدة تفرع عنها تنظيم الحركة الإسلامية، وشباب العقيدة والإيمان لمحمد على المرعبى عام 1957، وحزب التحرير وهو انشقاق عن حركة الإخوان المسلمين، ومن أهم رجاله عبد العزيز البدرى، ومحمد هادى عبد الله السبيتى (أبو حسن) من الكاظمية. لاشك أن تأسيس الأحزاب الدينية فى العراق قد تأثر بحركة الأحزاب الدينية فى الوطن العربى بل بعضها امتداد لأصلها فى تلك الدول مثلا حركة الإخوان المسلمين فى مصر عام 1928 بزعامة حسن البنا لذلك أسس أول فرع لها فى العراق هو فرعها فى الموصل عام 1948 بقيادة عبد الله نعمة، كذلك حزب التحرير الذى أسسه فى القدس تقى الدين النبهانى عام 1953 وهو انشقاق حقيقى عن الإخوان مطالبا بإرجاع الخلافة الإسلامية وضرورة إقامتها فى الدول الإسلامية وبقى النبهانى أميرا لها حتى وفاته عام 1977. وقد تأثر حزب الدعوة بهذه الحركات خصوصا الإخوان والتحرير علما أن بعض قياداتها كطالب الرفاعى والسبيتى والصابونى كانت مرتبطة تنظيميا بها
تأثر الإسلاميون آنذاك بتحركات تجديدية مثل محمد رضا المظفر وتأسيسه جمعية منتدى النشر وفيها مهدى الحكيم ودخيل والصابونى، وتأسيسه كلية الفقه وتجديد الحوزة ككتابيه فى المنطق وأصول الفقه ومدرسة الخطباء حتى تخرج على يديه أمثال الخطيب أحمد الوائلى وجواد شبر رغم الحملة الشرسة ضد المظفر مما يسمى مقدسى مراجع الحوزة الدينية واتهامه له بشتى التهم العجيبة والغريبة، كذلك محمد أمين زين الدين وتجمعه بشعار (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وجماعة العلماء بقيادة محمد رضا آل ياسين بالكاظمية، ونشاط محمد حسين كاشف الغطاء رائد الوحدة بين السنة والشيعة والقائل (بنى الإسلام على دعامتين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة) حتى كتب له شكيب أرسلان (إنكم باجتهاداتكم تقربون بين الفريقين وتضيقون فرجة الخلاف ما أمكن فإذا حاججتم فعن باع طويل وبرهان ودليل)، ونشاطه السياسى والإجتماعى الكبيرين كإمامته المسلمين فى مؤتمر القدس الإسلامى بعد تقديم أمين الحسينى له وخطبته المشهورة ومؤتمر باكستان ومؤتمر بحمدون والميثاق العربى الوطنى كذلك حواراته مع الأزهريين والسعوديين وأمين الريحانى ويوسف الدجوى وجمال الدين القاسمى وحواره مع السفيرين الأمريكى والبريطانى ونقده كتاب (ملوك العرب) وكان فقيها مجددا موسوعيا أديبا خطيبا لكن المرجعية حجبت عنه لكونه عربيا ليس فارسيا وكانت مرجعية أبى الحسن الأصفهانى طغت على المرجعيات العربية، ولآراء كاشف الغطاء الجريئة كحلية الغناء وجواز زواج المسيحية واليهودية بعقد شرعى دائم وقد أعطى الزوجة حق تطليق زوجها فى حالات عديدة ككون الزوج مسلولا دون إذن الزوج والتشجيع على بناء المدارس والمستشفيات والأندية الإجتماعية وصرف الحقوق الشرعية فيها ودعوة النساء للتعليم وخروجه عن المتعارف خصوصا جانبه الفلسفى وخطاباته ونشاطاته السياسية ومعارضته للتمدد الفارسى ضد العرب وفضحه عنصريتهم وقصيدته المشهورة 
وفى المقابل حركة محسن الحكيم وتصديه للشيوعية والقاسمية وحركة القوميين العرب وانتشار الحركات والتيارات المختلفة المقابلة للتشدد الدينى خصوصا الشباب والجامعات العراقية المنفتحة آنذاك لذلك تم اختلاق اصطلاح المرجعية العليا لدعم مرجعية الحكيم ضد الشيوعية والقاسمية (الزعيم عبد الكريم قاسم) الذى حارب الإقطاع ولجأ الإقطاعيون الممولون للخمس إلى محسن الحكيم لمحاربة الزعيم المحارب أصلا من الخارج كبريطانيا وشاه إيران وجمال عبد الناصر فضلا عن قوى داخلية معروفة 
مهدى محسن الحكيم صاحب فكرة تأسيس حزب الدعوة عام 1957 بعد الحزب الفاطمى فقد فاتح طالب الرفاعى وأخاه محمد باقر الحكيم بفكرة التنظيم لضرب الشيوعية والقاسمية والقومية ودعما لمرجعية والده الحكيم فقد كان طالب الرفاعى منتسبا للإخوان وحزب التحرير، وأول اجتماع ضم مهدى وباقر والصابونى فى بيت الحكيم عام 1957 دون اسم للحزب أو أى نظام داخلى أصلا، ولكن المرجعية بعمومها ترفض الأحزاب لأنها تشعر بالخروج عن سلطة المرجعية ونفوذها ومن هنا قام الأخوين الحكيميين بمفاتحة محمد باقر الصدر عام 1958 ليكون غطاءا دينيا شرعيا حتى تنال الفكرة قبولا حوزويا ومرجعيا لأنها ترفض كل جديد خصوصا السياسي منها فكانت جلسة الحزب عام 1959 حول كتاب (فلسفتنا) للصدر وضرورة تدريسه ونشره. رغم حماس الصدر لنشر الإسلام والتنظير له فى مختلف المجالات لكنه تردد كثيرا فى قبول فكرة الحزب الدينى لأنه كان يبحث عن مخرج شرعى لتأسيسه فحاول الإستدلال عليه بأدلة شرعية كآية الشورى فى القرآن وغيرها على جواز تأسيس الحزب الدينى على الأقل كمرحلة انتقالية تقتضيها الضرورة والتحدى السياسى والإجتماعى
وللبحث صلة فى الحلقات القادمة 

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre