344
مما لاشك فيه ان الحديث عن المبالغ والصرفيات في الوقت الحاضر يحتاج الى الادلة والبراهين خاصة ونحن نعيش فترة الصراع على السلطة والمال والمحاصصة .
فقد كشفت الادلة والبراهين باختفاء مبلغ (17) مليار دولار من صندوق تنمية العراق (DFI) وفي حقيقة الامر ان اختفاء هذا المبلغ يقع على عاتق السلطة التنفيذية والتشريعية ومنذ 9/4/2003 ولحد الان .
على اية حال نبحث في مقالنا هذا ما نشرته جريدة الوقائع العراقية ذو العدد 4180 في 14 اذار 2011 بخصوص قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية /2011 .
ففي الصفحة رقم (25) نشرت الجريدة الجدول (ب) الذي يبين نفقات الوزارات لسنة 2011 (الابواب) الدوائر الخدمية الممولة مركزيا .
حيث اوضحت التخصيصات ما يلي :
1- رئاسة الجمهورية (103) مليار و (263) مليون
2- مجلس النواب (289) مليار و (752) مليون
3- الامانة العامة لمجلس الوزراء (141) مليار و(553) مليون
4- رئاسة مجلس الوزراء (424) مليار و (256) مليون
وهنا نركز على موضوع بحثنا وهو تخصيص (103) مليار و (263) مليون لرئاسة الجمهورية وهو مخصص لـــ (4) اشخاص .
وفي حقيقة الامر ان هذه التخصيصات الخيالية لرئاسة الجمهورية تاتي متوازية لتخصيصات الهيئات الرئاسية الثلاث .
ولا اعلم كيف ومن الذي يضع الموازنة ؟ ولكن لا اجد الاجابة ..على رغم من ذلك فانني سأجد جوابا لنفسي … باعتقادي ان التخصيصات المالية تضع على اساس اتفاق بين وزارة المالية ووزارة التخطيط والواقع ان التخصيص لا يعتمد فقط على الهيئات والمناصب بل يعتمد على قوة الحزب ونفوذه .
وفي نظرة سريعة على التخصيصات لهيئة الرئاسة سوف اوضح التخصيصات للسنوات الماضية مع المصدر :
1- (107) مليار 2005 الوقائع العراقية (3996)
2- (107) مليار 2006 الوقائع العراقية (4016)
3- (117) مليار 2007 الوقائع العراقية (4036)
4- (128) مليار 2008 الوقائع العراقية (1429)
5- (98) مليار 2009 الوقائع العراقية (4117)
6- (119) مليار 2010 الوقائع العراقية (4145)
7- (103) مليار 2011 الوقائع العراقية (4180)
ان وزارة المالية وديوان الرقابة المالية واللجنة المالية في البرلمان لم تعمل على رفع مقترح قانون الى مجلس الوزراء يحدد ضوابط نفقات الهيئات الرئاسية الثلاث حيث تكررت الفقرات في قوانين الموازنة لسنة 2008 و2009 و2010 حيث جاء في المادة (24) في موازنة 2010 “”تعد الرئاسات الثلاث (رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ) ضوابط لصرف المنافع الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة المالية الاتحادية وديوان الرقابة المالية الاتحادي وعلى ان يجري الصرف وفق احكام المادة (29) من قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية /2008 رقم (20 ) /2008 لحين اصدار هذه الضوابط .
مما تقدم يتضح ان تخصيصات الهيئات الرئاسية الثلاث لا تزال كبيرة جدا حتى بعد تصويت البرلمان على الغاء المنافع الاجتماعية
خاصة وان بإمكان الهيئات الرئاسية الثلاث إجراء مناقلات بين الموازنة التشغيلية الخاصة بهم وبالتالي يمكن تعويض المنافع الاجتماعية التي ألغيت من قبل البرلمان .
في النهاية تبدوا مخصصات رئاسة الجمهورية كبيرة جدا مع اعلان رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي ان (المنافع الاجتماعية بعيدة عن رقابة هيئة النزاهة ) وهي مثال للتخصيصات العالية لكبار المسئولين على حساب المواطن البسيط الذي يبحث في القمامة وعامل المجاري الذي ينظف (المن هول ) ويتقاضى راتبا شهريا مقدارة (180) الف دينار فقط .
ان استمرار تردي الخدمات واتساع ظاهرة الفساد المالي والاداري والخلافات والصراع على السلطة يحتاج الى وقفة للنظر في الجدوى الاقتصادية من وجود (4) اشخاص يكلفون الدولة (104 ) مليار مع العلم ان الدستور العراقي لم يشير الى وجود نواب لرئيس الجمهورية في الدورة الثانية ومن اجل العمل والحفاظ على المال العام لابد من بدأ حملات ضغط تهدف الى :
1- تطبيق قانون رقم (35) لسنة 2007 انضمام العراق الى اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد خاصة الماد (10) الكشف عن عن تفاصيل النفقات وتعزيز حرية الوصول والاطلاع على الصرفيات .
2- دعوة ديوان الرقابة المالية الى كشف تفاصيل المنافع الاجتماعية للهيئات الرئاسية الثلاث للسنوات الماضية.
3- ان تبذل مؤسسات المجتمع المدني والاعلام جهودا لمعرفة التوصيف الوظيفي والمهام والواجبات التي يقوم بها الموظفين والمستشارين في الهيئات الرئاسية الثلاث وبيان اسباب تغيب وعدم حضور كثير من الموظفين والمستشارين .
4- على هيئة النزاهة البحث في الجدوى الفنية والاقتصادية للايفادات والمؤتمرات التي تعقدها الهيئات الرئاسية الثلاث .
5- على الباحثين والناشطين البحث في اليات التعيين وعقود المقاولات التي تعقد من نفقات الهيئات الرئاسية الثلاث.
6- مطالبة الهيئات الرئسية الثلاث الكشف عن تقاصيل النفقات
7- مطالبة ديوان الرقابة المالية الكشف عن مدى الامتثال الهيئات الرئاسية الثلاث الى قانون الملاك رقم (25) لسنة 1960 الذي ينظم الهيكل الوظيفي واعداد الموظفين .
8- على هيئة النزاهة البحث في اسماء موظفي الهيئات الرئاسية الثلاث والكشف عن تعيينات المحسوبية والمنسوبية والحزبية واصحاب الشهادات المزورة وما هي اليات التعيين وهل تتطابق مع شروط قانون الخدمة المدنية رقم (24 ) لسنة 1960 .
1 comment
ليس غريبا على العراق ان يظهر بهذا المظهر المتناقض ماليا واقتصاديا ، وليس هناك من تغير قد حدث بحيث كان الانسان العراقي صاحب شان وقرار في رسم السياسات السياسية او المالية والاقتصادية وشكل اعم .. ان كل ما حدث في العراق هو تحويل الية الانصياع للساسة من معلومية ركوب المركب الامريكي الى مجهولية ما يحدث في الخفاء .. في الامس كان طاغية العراق يعمل وبشكل سري على اخفاء علاقاته بالغرب والتي كانت تكلف العراق السيادة والاستقلال .. اليوم هناك دهاليز وخفايا تعقد وكل يوم ما وراء الكواليس المظلمة .. اعان الله الشعب العراقي الذي ما ان اراد ان يخرج من حفرة حتى وجد نفسه انه سقط في بئر .. اقول كلمتي ليس هناك من يرحم شعب العراق الا نفسه .. ولن تأتيه القوة من الغيب في مكافحة ما يجري لان التركة ثقيلة .. وان الساسة هم ليسوا انبياء او معصومون ، وانما الشعوب اليوم كفيلة في تغيير مجريات حياتها نحو الافضل ولكن من الذي يقدم الوعي ويسدي ويقدم النصائح الاخلاقية الى الساسة وهم جزء من شعب العراق …
نحن لسنا اوربيون او امريكيون ،، نحن ما زاتلت تحكمن العراقات القبلية التي تسرق منا كل شئ وامام اعيننا … كل كتاباتي السابقة هي في الواقع هي اشارة حقيقية الى الكشف ولكن لا امتلك الارقام والاحصاءات ولكن بنظرة واقعية الى الشارع انك ستشهد وتكتشف ان العراق والعراقيون هم سيبقون على شاكلتهم .. ولن يغير ااه ما في قوم حتى يغيير ما في انفسهم ..