بين وطنية الأمس واليوم -عادل اليابس

by admin
0 comment 258 views

ألأولى : العراقيون هتفوا ” نوري سعيد القندرة و…” ، سحلوه وهزجوا … ” لبس نوري العباية وصار نورية ”  ، سمعتها وعمري سبع سنوات ،وربما كنت قد انضممت إلى الهاتفين ، وحدث بعدها ما حدث في بلادنا ،كبرت ، شاهدت وعرفت أن اكبر أعمار حدث في العراق ، كان في زمن ألبيك نوري ، تيقنت بأنه  مؤسس  الدولة العراقية الحديثة ،أرى مشاريع كبيرة والى وقت قريب تباشر هنا وهناك ، وأنصت لمن يهمس في إذني ويقول ” تخطيط هذه المشاريع كان من زمن الباشا ” ، تأكدت من انه لم يكن يملك دارا  وهو لا كثر من عشرين عاما رئيسا للوزراء ، ولغاية يومنا هذا لم يتهمه احد بالفساد  ولم يكن له رصيد حتى بدينار واحد في أي بنك ، ولا ينكر احد سعيه في المحافل الدولية بمنع تركيا من ضم الموصل ،ولا إيران من الاستحواذ على البصرة ، وعليه وإنصافا له وللتاريخ  ، فقد سخر حياته للعراق ، ومنحه لقب الوطني ، حقا استحقه بجدارة …!!!. 

الثانية : كان يغلق عليه باب مكتبه عندما يصلي في وزارة الدفاع ، سأله حارسه ،سيدي إنا واقف أمام الباب فلماذا تغلقه ، رد عليه :تريد أن تعرف كيف أضع يدي خلال الصلاة ، معاذ الله أن افعل ذاك فلا أريد التفريق بين العراقيين ، كان يتناول طعام غذائه من ” صفرطاس ” ترسله له أخته  ، وعندما أرادت الحصول على دار باعتبارها أخت الزعيم “، وطلبت منه ذلك ، قال لها سجلي عليه كباقي أبناء الشعب ، استشهد ، وخياط ملابسه يطلبه ثلاثة دنانير ، شاهدت السجل بأم عيني كتب فيه ” الباقي من حساب الزعيم ثلاثة دنانير “، زار مخبز من مخابز ” التمين ” التي أنشئها للشعب …تبيع الخبزه بخمسة فلوس، شاهد صورة كبيرة له على حائط المخبز ، وراقب الخباز فوجده يقلل من عجينة الخبزة ، قال له ” إذا كنت تحبني صغر صورتي وكبر الشنكة ” ، احتل موقعا في الوطنية لا ينازعه عليها احد ،ذلك هو الزعيم عبد الكريم قاسم …

الثالثة : استلم رئاسة الوزراء في نهاية الستينيات ، كان اقتصاديا جهبذا ، وذا عقلية تنحوا نحو تأسيس بلد ديمقراطي برلماني في العراق ،وعزم على إشراك كل الأحزاب السياسية في بناء الدولة من خلال تنافس سياسي شريف ، حدث انقلاب في 68 ، سجن تحت رحمة كزار آنذاك ، حتى قتل ، لم يكن يدعي احد عليه بان له أرصدة في البنوك أو أملاك ، ذلك هو عبد الرحمن البراز .

الرابعة : كان وزيرا للتعليم في عهد مضى ، زاره صديق في بيته فوجده يلف بعض السجاد ويتعامل لبيعها لأحدهم ،سأله الصديق لماذا تبيعها ، رد: لدي دعوة شخصية للسفر خارج العراق لحضور مؤتمر ، وهذه فائضة عن الحاجة ، فعزمت على بيعها والاستعانة بمبالغها لتغطية مصاريف السفر ، سأله صديقه باستغراب ” الست وزيرا إلا تستطيع ان توفد نفسك على حساب الدولة ، أجابه بغضب ” وتريدني أن اسرق المال العام من العراقيين …!!!.

الخامسة: درس واجتهد في الاقتصاد ،حصل على الماجستير بامتياز ،وانخرط في الدكتوراه ، كانت أطروحته فيها  ، عن لب ” الصمون ” الذي ننتزعه نحن العراقيين قبل أكل الصمون ، ونرميه سدى كفضلات ، حسبها ، كذا غرام وزن الفضلة مضروبا ، بعدد الصمونات لكل فرد ثم ما نستهلكه جميعا منها ،ملايين الدنانير تذهب للمزابل ، وضع في توصياته استخدام ” العيش ” المصري ، لكونه بلا فضله …!!!.

السادسة : حسبها كالآتي ، بلادنا تنتج الطماطة طوال العام ، وتنتجها في البصرة ، في الشتاء ، تحت الإنفاق البلاستيكية بأرخص كلفة في العالم كونها لا تحتاج للوقود للتدفئة ،في الوقت التي تنتجها أوربا ، بأعلى كلفة كونها تستهلك الوقود لتدفئة البيوت الزجاجية ، خرج بنتيجة ، لو استطعنا إنتاج وتعبئة طماطة الزبير وفق الأسس العلمية وصدرناها للخارج لكان إيرادها مساويا لايراد النفط .

إخواني ،لدي خزين عن وطنية آخرين ، سخروا أنفسهم ، لخدمة العراق  و شعبه ، غير أنهم لم يدعوا بالنضال وحقهم بمكسب ، بل كان همهم بناء وطنهم وتطوره ،من باب تحقيق ذاتهم وكيانهم ، ان كنتم تعرفون بعضا منهم ، فدعونا ندرجهم في سجل الوطنية ليكونوا قدوة للآخرين وإياك اعني واسمعي يا جارة ، لكن عذرا منكم فقد وعدتكم بمقياس للوطنية ، غير أني لم أجد معيارا لذلك ، لكن ما وجدته ان الوطنية كالشرف  ، أما أن يكون المرء شريفا أو لا يكون ، فلا يوجد إنصاف او أرباع الشرفاء ،والمنطق يقول أما أن تكون وطنيا او لا تكون . 

You may also like

Leave a Comment

About The New Iraq

( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية

All Right Reserved. 2024 – TheNewIraq.com – Media & Studies Centre