حمل ممثل مرجعية النجف الدينية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، القوى السياسية الحاكمة بعد سقوط النظام البائد سبب وجود الازمات المتكررة التي يشهدها العراق، محذرا من خطورة الازمة المالية في البلاد.
واوضح الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي القاها في صحن الامام الحسين، اليوم الجمعة 29/1/2016، حضرها “لقد اتسمت السنوات الماضية بعد تغيير النظام البائد، بتوالي الازمات المعقدة على البلاد، وما كانت تخف ازمة صعبة وقاسية حتى تبرز ازمة اخرى لاتقل صعوبة وشدة عن سابقاتها، وكان بالإمكان تجنب الكثير منها لو كان من بيده الامور من القوى السياسية الحاكمة قد احسنوا التصرف، ولم يلهثوا وراء المصالح الشخصية، مبينا ان الاوضاع في العراق لم تكن سهلة ويسيرة في السنوات الماضية ولاسيما مع تعقيدات الاوضاع الداخلية من جهة وتدخل الكثير من الاطراف الخارجية في الشأن العراقي من جهة اخرى لكنها بالتاكيد لم تكن المهمة مستحيلة بل كانت ممكنة جداً لو توفرت الارادة الوطنية الصادقة لمن هم في مواقع القرار لمواجهة المشاكل وتجاوزها من خلال معالجة جذورها قبل ان تتحول الى ازمات خانقة، وقد اوضحنا في الخطب الماضية ولأكثر من مرة ما يتطلبه تجاوز ازمات البلد في الوقت الحاضر من قرارات حاسمة وإجراءات فاعلة، سواء على مستوى مكافحة الفساد المالي والإداري وإنهاء نظام المحاصصة في تسلم المواقع الحكومية او غير ذلك مما لانجد ضرورة في تكراره على مسامعكم، لكن نكتفي هنا بالاشارة الى ان الازمة المالية للبلد قد بلغت حداً خطيراً، حتى باتت المستشفيات تشتكي من عدم توفر الاموال اللازمة لشراء الادوية ومستلزمات الادوية الضرورية لاجراء العمليات الجراحية، كما لم يَعد يُوفّر كاملُ رواتب الموظفين والمتقاعدين.
واختتم الكربلائي خطبته بدعوة الحكومة الاتحادية الى الاستعانة بفريق من الخبراء المحليين والدوليين لوضع خطة طوارئ لتجاوز الازمة الراهنة، وان تتخذ اجراءات تقشفية لابحق عامة الشعب والطبقات المحرومة ولاسيما ما يحتاجه المقاتلون في جبهات القتال، بل بالنسبة الى الكثير من المصروفات غير الضرورية في الوزارات والدوائر الحكومية كقسم من الايفادات الخارجية التي لاجدوى منها ولانحبذ الاستغراق بذكر الموارد الاخرى.
المرجعية في النجف تحمل المسؤولين كافة مسؤولية الأزمات الخانقة في العراق
147