النيزك الذي هبط على عربة حزب البعث في التاسع من نيسان 2003 قد فتتها وأطار دواليبها ومفاصلها ، واصبحت أجزاءاً متناثرة وتبعا لذلك فقد أصبح البعثيون وكما يقول العراقيون ( شذر مذر) توزعوا بين العراق وخارجه ، الذين خرجوا من العراق هم أصحاب الحظ الأوفر فقد فروا بجلودهم وحملوا معهم ماستطاعوا سرقته من أموال الشعب العراقي المسكين ، ووصلوا الى الأردن ليشتروا بتلك ( الأموال الحرام ) القصور والفلل حتى أنهم احدثوا أزمة في أسعار العقارات ، أما أولئك البعثيون الذين فروا بالمسروقات الى ( الإمارات العربية ) فقد هجموا على جزر ( النخيل الصناعية ) وحجزوها وشكلوا ضيعة في كل جزيرة ( تسمى بضيعة حزب البعث العربي الإشتراكي ) ..
أما بعثيوا الداخل فهم الأسوء حظاً حيث أنهم توزعوا ما بين المغارات والأحراش والبساتين ، ليس لديهم من خيار إلا قتل ألشعب العراقي الذي خانهم ولم يدافع عنهم أثناء الغزو الأمريكي كما يدعون ، لقد أمضوا ما يقرب السنتين وهم يعيشون حالة فريدة من الذل واليأس تكللت تلك الحالة المذلة بإلقاء القبض على ( قائد الضرورة) في حفرة قرب تكريت ، فأخرجه الأمريكيون من تلك الحفرة الحقيرة ( اشعث الشعر أغبر الوجه ) أشبه ما يكون بأحد متسولي مدينة بومباي الهندوسية ، لقد سجلت عدسة التاريخ لهذا الطاغية المتفرعن أذل ( لقطة ) عرفتها البشرية على مر العصور ، حتى أن البعض أرجع ذلك الى ( السنن ) التاريخية التي درجت على تمريغ أنوف الفراعنة والمتكبرين من قبل وكما حصل ( لنمرود ) الذي قتلته ذبابة دخلت أنفه ولم يستطع أن يخرجها فبقيت ( تون ) في رأسه حتى هلك ، وكذلك الحجاج المعروف بكبريائه وغطرسته حيث قتلته لدغة ( خنفساء ) كان يهزأ من شكلها ، وهكذا جرت هذه السنة الإلهية على ( صدام ) الذي وضع لنفسه (99) إسما جبروتيا وكان يوشك أن يقول للعرقيين ( أنا ربكم الأعلى ) لكن الله جلَّ وعلى وقبل أن ينطقها أخرجه من حفرة وضيعة وفي منظر حقير وعلى يد من ؟؟؟ على يد الأمريكيين المشركين !!! يا سبحان الله …. نعود الى موضوعنا … لقد عصفت الطريقة التي سلم صدام بها نفسه بمشاعر كلابه الهاربة في داخل العراق عصفا، وشعروا بمرارة كبيرة وخيبة أمل قاتلة حتى الكثيرين منهم ماتوا قهراً .. أما كلاب البعث التي فرت الى الخارج بأموال العراق فقد شعروا لأول مرة بيأس قاتل وقد كانوا يظنون أن ( قائد الضرورة ) سوف يعود الى بغداد بعد أن يُهزم الأمريكيون ، وأن جمهورية البعث الثالثة سوف تتحقق وكما جاء في سِفر ( في سبيل البعث ) للقائد المؤسس ميشيل عفلق ، وأن الشعب العراقي الذي خذلهم سوف يلقنوه درسا ثالثا أقسى من الدرسين الذين تلقاهما بعد ثورتي 1963 و1968 المشؤومتين . وهكذا أسقط ما في أيديهم وتوجهوا للدنيا وملذاتها في الإمارات وفي الأردن وفي دول العالم الأخرى تاركين ما تسمى بالمقاومة الشريفة تأكل بنفسها .
هناك صنف من البعثيين ( الحفاة ) الذين كانوا منتشرين في بعض الدول العربية وأوربا ، كانوا يعملون مخبرين وخدم لدى المسؤولين البعثين وبعضهم ممن كانوا موظفين في سفارات النظام السابق ، تجمعوا في بعض دول أوربا وتعهدوا ( للصوص البعث الكبار) أن يعيدوا لملمة (أجزاء عربة البعث) التي تطايرت أجزائها في الداخل ، ليشكلوا منها عربة متواضعة قد تفيد في المستقبل وبما أن هؤلاء جميعا حفاة لا مصدر رزق لهم فإنهم تعهدوا أن يخدموا ( حزب البعث ) بلا حدود إعلاميا ولوجستيا ، وقد وقع الإختيار في شد العربة الجديدة على شخصين ، إحدهما ( سنيا ) سبق وأن منحته الحكومة الصدامية قبيل سقوطها كتابا (مزوراً) الى الدوائر العقارية البريطانية ليسجل ملكية عمارتين في لندن كانتا تابعتين للسفارة العراقية ، وكان يعتقد أن هذا الإسلوب الذي درج عليه البعثيون في سرقة عقارات الآخرين في داخل العراق سوف يمر بسلام على الدوائر العقارية البريطانية ، لقد وقع هذا اللص البعثي المحترف في فخ حماقته بعد أن علمت السفارة العراقية بهذا الأمر وأحالت الأمر الى القضاء وسوف يأخذ جزاءه قريبا ، وهكذا فإن أحد الحصانين الذين تعتمد عليه عربة البعث في أوربا فلت من عقالها وهو يعيش أزمة قضائية جعلته مرتبكا في كل أحاديثه وتصرفاته منتظراً قرار المحاكم البريطانية .. أما الشخص الآخر الذي اسند إليه الجانب الآخر من عمود العربة فهو ( شيعياً ) وقد اختاروه شيعيا حتى لا يقول الآخرون أن حزب البعث ( طائفيا) ، بل اختاروه من أب متق ومعروف في جهاده للنظام السابق وذي علمية كبيرة وكتابات مهمة تزخر بحب أهل البيت ، وكأن البعث في هذا الإختيار يريد أن يوصل رسالة للشعب العراقي وهي أنه قادر على اختطاف أبناء الأتقياء منكم ، وقد نسي هذا الحزب المقيت أن ابن نوح عليه السلام كان عاقا ، وكما أن الفراشات لا تترك الزهور وعطورها الطيبة ودائما تطوف حولها ، فإن الخنازير لاتستطيع أن تترك القذارة وبها تتمرغ دائماً ، هذا الشخص أسند إليه رئاسة تحرير جريدة ( المقاومة الشريفة ) وبين عدة أشهر وأخرى ( وحسب الميزانية المدفوعة ) يطل علينا بعدد ، يكثر فيها حديثه من أنها توزع سريا في داخل العراق ، والحقيقة أنها توزع بين عناصر البعث في لندن وحسب… وقبل أن أنهي مقالي أحب أن أنوه الى حصان ثالث جعله حزب البعث أحتياط لجر عربة البعث عند الضرورة ومنحوه لقب (برفسور) وهو معلم في إحد المعاهد الفنية في بريطانيا ، اسندوا إليه ذلك المنصب لقابليته وجدارته الفائقة على الكذب وافتعال أحداث وهمية ، وآخر هذه الصرعات : أن الدكتور الجعفري وإعلامي عراقي آخر ، قد التقيا مع (نتنياهوا) سنة 1999 ، إلا أنه لم يذكر أين حصل هذا اللقاء هل هو في تل أبيب أم لندن أم في جزيرة ( حي بن يقضان ) .. والغريب في الأمر أن بعثيا آخر قد طلب منه في مقال نشر في ( الشبكة السورية للمعلومات ) و( موقع الكادر) وهي نفس المواقع التي نشر فيها (البروفيسور المعلم) ( كذبته) أن يكشف هذه المعلومات للشعب العراقي وكان الأخير ( مسكيناً) فقد صدق المعلومة ووجدها فرصة لفضح أعدائه لكنه لم يتلقى الرد فقد لف الكاتب ( المعلم ) صمتٌ كصمت القبور ، وحتى يومنا هذا ….*
( العراق الجديد) صحيفة ألكترونية تصدر عن المركز الإعلامي العراقي في لندن حرة غيرمرتبطة بأي جهة أوتكتل سياسي تهدف الى خدمة أبناء شعبنا العراقي وتدافع عن مصالحه السياسية والثقافية والإجتماعية