لندن – مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات – 1 تشرين الثاني 2012 : ذكرت الكثير من الصحافة العربية وخاصة الخليجية أن الشيعة في العراق يدعمون بقوة النظام السوري ، وليس هناك من أدلة تسوقها تلك المصادر لذلك الدعم المزعوم غير أن النظام السوري برئاسة بشار الأسد تربطه بالجمهورية الإسلامية في إيران علاقات تاريخية تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود ، والدليل الآخر هو أن الحكومة العراقية الحالية لاتمتلك موقفا مؤيدا للجيش الحر وحلفاؤه الذين يسعون أن يسقطوا النظام السوري بقوة السلاح بعيدا عن طاولة التحاور ، فحياد الحكومة العراقية يفسر على أنه تخندق مع النظام البعثي في سوريا ، فيما أعلنت الحكومة العراقية مرارا وتكرارا من أن موقفها إنما جاء لقناعتها في أن النظام في سوريا سوف لن يسقط عن طريق سفك الدم وتخريب البنية التحتية للبلد ، كما أن الكثير من المسؤولين السياسين العراقيين قد لمحوا إلى العواقب الخطيرة التي سوف تنتج عن إسقاط النظام السوري بالقوة بعد أن تبين أن الجماعات الإرهابية السلفية التكفيرية والتي تدعمها السعودية وقطر تشغل حيزا كبيرا في العمليات القتالية ، وهذا يعني أن السعودية وقطر تخطط لاستبدال النظام الحالي في سوريا بنظام إسلامي سلفي وهابي ينتهج القتل وقطع الرؤوس منهجا في إدارة الدولة ، وهذه الحقيقة بدت تكبر في أذهان المراقبين وكبرت معها مخاوف الدول المحيطة بسوريا ومنها العراق الذي هو أصلاً يعاني من استمرار العمليات الإرهابية للجماعات السلفية التي تحركها وتتحالف معها بقايا النظام البعثي الصدامي المقبور ، بل هناك مخاوف من تسلط الإرهابيين التكفيرين في سوريا حتى من الدول التي ساندت الجماعات المسلحة في المعارضة ومنها أمريكا والاتحاد الأوربي ، وقد تحدثت الصحافة الأمريكية عن هذه الهواجس كثيرا في الأشهر الماضية مما جعل الأمريكيين يمسكون بجماح حصان دعم الجيش الحر وحلفاؤه بعد أن رأت أن سلطان التكفيريين في ميادين القتال تتنامى وتصبح يوما بعد يوم أكثر سطوة .
يبدو أن الإعلام الخليجي لم يزل رهين العقدة التاريخية في كرهه لإيران ولشيعة العراق ، ولذا فإن موقف إعلامه ينطلق من وحي هذه العقدة الطائفية التي لازمت الحكومات الخليجية قرون عديدة ، وليس ثمة مؤشر على قدرة تلك الحكومات على التخلص منها ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه مع ازدياد التعقيد في قضية الصراع السوري هو ، هل في وسع هذا الإعلام أن يغير المعادلة التي بدت تتغير لصالح النظام السوري مع انكماش حجم المساعدات المالية والتسليحية للمعارضة السورية المسلحة ؟ الواقع يقول كلا ، لأن مواقف إيران وروسيا والصين بدت أكثر واقعية وانسجاما مع مصالح الشعب السوري ومصالح المنطقة والعالم ، وهذا يعني ليس ثمة من خيار أمام المعارضة المسلحة غير الجلوس على طاولة الحوار مع النظام السوري ضمن ما اتفق عليه في مؤتمر جنيف وخاصة أن روسيا قد صرحت أنها على استعداد لتقديم أي ضمانات لانتقال سلمي للسلطة يضمن كافة الحقوق ويجنب الشعب السوري المزيد من سفك الدماء والخراب .
1 comment
هي بالفعل حرب طائفية هذه التي تجري في سوريا ولكن من مهد للحرب الطائفية الحكام العرب واولهم المخلوع حسني مبارك وبعدها عاهر الاردن عندما تكلموا بان هناك هلال شيعي يجب كسر احد اضلاعه حتى تسهل عملية السيطرة عليه ناهيك عن تكلم نفر ضال من الاخوان المجرمين الوهابيه الذي قال سوف نحطم الهلا الشيعي
انا اقول خسئوا هؤلاء الانذال ان الارض سيرثها العباد الصالحون وليس اللاخوان المجرمون من احفاد الشجرة الملعونة من بني امية الا لعنة الله على الضالمين