النجف الأشرف – مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات 23 شباط 2013 : أختتم يوم أمس في النجف الأشرف أعمال المعرض الدولي الثاني للزراعة والغذاء الذي أقامته نقابة المهندسين الزراعيين ، وضم المعرض 60 جناحا لشركات من القطاع العام والخاص وأخرى من الخارج من بينها شركات ألمانية وإيرانية متخصصة في الصناعات الغذائية والمكننة الزراعية .
وكان جناح مديرية زراعة النجف الأشرف من الأجنحة المميزة ، ومن خلاله استطاع المهتمون بالزراعة أن يتلمسوا الخطوات التي خطتها المحافظة في هذا القطاع المهم ، ومع أن طموع أبناء المحافظة هو أكبر بكثير مما هو موجود في المعرض إلا أن في وسعنا أن نجزم أن تقدما قد تحقق في زيادة المساحات المزروعة وفي تحقيق إنتاج زراعي أكثر ، وأن هناك توجها حقيقيا من قبل مدير الزراعة الأستاذ مجيد جاسم جياد للنهوض في مجال زيادة الإنتاج وتحسين نوعه وإدخال الأصناف الجديدة مع وجود معاناة في التخصيصات المالية.
وتعتبر مدينة النجف الأشرف التي تتميز بزادها الروحي من المحافظات الزراعية التي يمكن لها أن تنهض في مجال الزاد الغذائي ، فالمحافظة تتميز بسعة وخصوبة أراضيها وتوفر المياه السيحية وعذوبة مياهها الجوفية. وقد شارك في المعرض شركات إيرانية متخصصة في الصناعات الغذائية ومكننتها ، وأخرى ألمانية عرضت في أجنحتها بعض المعدات الزراعية الثقيلة .
وجدير بالذكر أن من وسائل النهوض في مجال الزراعة هي إقامة المعارض المحلية والوطنية ، فمن خلالها يمكن للمزارع وللمهتمين في هذا القطاع المهم أن يقفوا على التقنات الحديثة وعلى الوسائل الجديدة في التعامل مع الأرض والحقل ، وهذا ما درجت عليه أغلب الدول المتقدمة .
وفي استطلاع لمسائلة بعض الزائرين للمعرض أعلن بعض المزارعين ارتياحهم للمعرض إلا أنهم ذكروا أن ضعف إعلام المعرض والتبليغ عن إقامته مما جعل آلاف المزارعين لم تتهيأ لهم فرصة زيارة المعرض لعدم معرفتهم بتاريخ افتتاحه ، وذكر آخرون أن المعرض متواضع ولم يتطرق في معروضاته إلا إلى نسبة ضئيلة مما هو متوفر من مكننة حديثة وطرق علمية معاصرة للتعامل مع الواقع الزراعي ، وأشار أن شركتين أجنبيتين تشاركان فقط في المعرض يعتبر أمرا يثير التساؤل ، إن في مقدور إدارة المعرض أن تدعو الكثير من الشركات الأجنبية التي تود المشاركة ، لكن يبدو أن إمكانات إدارة المعرض كانت متواضعة مما يفرض على الحكومة أن تتدخل في مساندة المعارض الزراعية ، وجدير بالذكر أن وزارة الزراعة سوف تقيم معرضا موسعا للزراعة في بغداد في الحادي والعشرين من آذار القادم .
ويشكو القطاع الزراعي في محافظة النجف من الكثير من المصاعب من أهمها قلة التخصيصات الحكومية لوزارة الزراعة ، وهذا ينعكس على حصة مديرية زراعة النجف من الميزانية ويؤثر سلبا على قدراتها في توفير الخدمات المختلفة وخاصة في مجال البحوث واصلاح التربة والاهتمام بالثروة الحيوانية والقروض للمزارعين والتي تعتبر مهمة في تشجيع المزارعين على تطوير قدراتهم في الانتاج .
ويعتبر العراق بلدا زراعيا لوفرة أراضيه الخصبة ووجود نهرين كبيرين وخزين ماء جوفي ، إلا أن الظروف السياسية التي مر بها هذا البلد وسياسات النظام البعثي السابق أثرت بشكل مباشر على تطور الزراعة فيه الأمر الذي ترك أغلب أراضيه غير مستصلحه بل أن الإهمال الذي طاله حول الأراضي الزراعية الخصبة إلى أراضي متروكة يصعب إقامة المشاريع الزراعية فيها .